٤٤٣
قوله تعالى " قل لا يستوي الخبيث والطيب " يعني لا يستوي الحلال والحرام قال في رواية الكلبي نزلت في شأن حجاج اليمامة شريح بن ضبيعة حين أراد المسلمون أخذ ماله فنهاهم الله تعالى عن ذلك وأخبرهم أن أخذ ماله حرام " ولو أعجبك كثرة الخبيث " يعني كثرة مال شريح بن ضبيعة " واتقوا الله " فلا تستحلوا ما حرم عليكم " يا أولي الألباب " يا ذوي العقول " لعلكم تفلحون " يعني تأمنون من عذابه وروى أسباط عن السدي أنه قال " الخبيث " هم المشركون " والطيب " هم المؤمنون وقال الضحاك " لا يستوي الخبيث والطيب " يعني صدقة من حرام لا تصعد إلى الله ولا توضع في خزائنه وصدقه من حلال تقع في يد الرحمن يعني يقبلها " ولو أعجبك كثرة الخبيث " يعني مثقال حبة من صدقة الحلال أرجح عند الله من جبال الدنيا من الحرام
سورة المائدة ١٠١ - ١٠٢
قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " روي عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس وغيرهما أن النبي ﷺ لما قرأ " ولله على الناس حج البيت " آل عمران ٩٧ وقال يا أيها الناس كتب عليكم الحج فقام رجل فقال أفي كل عام يا رسول الله فأعرض عنه ثم عاد فقال والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجب عليكم ولو وجب ما استطعتم ولو تركتموه لكفرتم ثم قال إنما هي حجة واحدة أو قال مرة واحدة فنزل قوله " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تسؤكم " وعن أبي عوانة أنه قال سألت عكرمة عن قوله " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " قال ذلك يوم قام فيهم رسول الله ﷺ فسألوه فأكثروا عليه فغضب وقال لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم فقام رجل فكره المسلمون يومئذ قيامه فقال يا رسول الله من أبي فقال حذافة يعني رجلا غير أبيه فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله رضينا بالله ربا وبك نبيا فنزلت هذه الآية " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم "
وروي في خبر آخر أن رجلا سأله فقال أين أبي فقال في النار وروي عن نافع أنه سئل عن هذه الآية فقال لم تزل قط كثرة السؤال تستثقل
ثم قال " وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن " يعني الوقت الذي ينزل جبريل " تبد لكم " يعني تظهر لكم ويقال فيها تقديم وتأخير يعني وإن تسألوا عنها تبد لكم يعني ينزل القرآن ثم قال " عفا الله عنها " يعني عن تلك الأشياء حين لم ينزل فيها القرآن ولم يوجبها عليكم " والله غفور " ذو التجاوز " حليم " حيث لم يعجل عليكم بالعقوبة