٤٦
سورة البقرة مدنية وهي مائتان وسبع وثمانون آية
سورة البقرة الآيات ١ - ٢
قال الفقيه رحمة الله عليه حدثنا أبي رحمه الله قال حدثني محمد بن حامد قال حدثنا علي بن إسحاق قال حدثنا محمد بن مروان عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى " الم " قال أنا الله أعلم ومعنى قول ابن عباس أنا الله أعلم يعني الألف أنا واللام الله والميم أعلم لأن القرآن نزل بلغة العرب والعرب قد كانت تذكر حرفا وتريد به تمام الكلمة ألا ترى إلى قول القائل
( قلنا لها قفي فقالت قاف % لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف )
يعني بالقاف قد وقفت
وقال الكلبي هذا قسم أقسم الله تعالى بالقرآن أن هذا الكتاب الذي أنزل على قلب محمد ﷺ هو الكتاب الذي نزل من عند الله تعالى لا ريب فيه وقال بعض أهل اللغة إن هذا الذي قال الكلبي لا يصح لأن جواب القسم معقود على حروف مثل إن وقد ولقد وما واللام وهنا لم نجد حرفا من هذه الحروف فلا يجوز أن يكون يمينا ولكن الجواب أن يقال موضع القسم قوله " لا ريب فيه " فلو أن إنسانا حلف فقال والله هذا الكتاب لا ريب فيه لكان الكلام سديدا وتكون " لا " جوابا للقسم فثبت أن قول الكلبي صحيح سديد فإن قيل إيش الحكمة في القسم من الله تعالى وكان القوم في ذلك الزمان على صنفين مصدق ومكذب فالمصدق يصدق بغير قسم والمكذب لا يصدق مع القسم قيل له القرآن نزل بلغة العرب والعرب إذا أراد بعضهم أن يؤكد كلامه أقسم على كلامه فالله تعالى أراد أن يؤكد عليهم بالحجة فأقسم أن القرآن من عنده