٤٥٠
ثم قال " وإذ كففت بني إسرائيل عنك " إذ هموا بقتلك " إذا جئتهم بالبينات " يعني بالعلامات والعجائب " فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين " يعني سحر ظاهر قرأ حمزة والكسائي " ساحر " بالألف وقرأ الباقون " سحر " فمن قرأ بالألف يعني هذا رجل ساحر ومن قرأ بغير ألف يعني هذا الفعل سحر والاختلاف في أربع مواضع هاهنا وفي سورة يونس وفي سورة هود وفي سورة الصف قرأ حمزة والكسائي في هذا كله بالألف وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر في هذا كله بغير ألف وقرأ عاصم وابن كثير بغير ألف إلا في سورة يونس
سورة المائدة ١١١ - ١١٣
قوله تعالى " وإذ أوحيت إلى الحواريين " يعني ألهمتهم وألقيت في قلوبهم ويقال أوحيت إلى عيسى ليبلغ الحواريين " أن آمنوا بي " يعني صدقوا بتوحيدي " وبرسولي " فلما أبلغهم الرسالة " قالوا آمنا " يقول صدقنا بهما " واشهد " يا عيسى " بأننا مسلمون " أي مقرون ويقال هذا معطوف على أول الكلام " إذ قال الله يا عيسى " وقال له أيضا " وإذ أوحيت إلى الحواريين " يعني ألهمتهم وقال مقاتل يقوم عيسى خطيبا يوم القيامة بهذه الآيات ويقوم إبليس خطيبا لأهل النار بقوله " إن الله وعدكم وعد الحق " إبراهيم ٢٢ الآية
قوله تعالى " إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك " قرأ الكسائي بالتاء " هل تستطيع ربك " وبنصب الباء وقرأ الباقون بالياء وبضم الباء فمن قرأ بالتاء " هل تستطيع ربك " معناه هل تستطيع أن تدعو ربك ومن قرأ بالياء معناه هل يجيبك ربك " أن ينزل علينا مائدة من السماء " وذلك أن عيسى كان إذا خرج اتبعه خمسة آلاف أو أقل أو أكثر بعضهم كانوا أصحابه وبعضه كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم لمرض بهم أو علة أو كانوا زمنى أو عميانا وبعضهم كانوا ينظرون ويستهزئون وبعضهم نظارة فخرج إلى موضع فوقعوا في مفازة ولم يكن معهم نفقة فجاعوا فقالوا للحواريين قولوا لعيسى حتى يدعو الله بأن ينزل علينا مائدة من السماء فجاءه شمعون فأخبره أن الناس يطلبون بأن تدعو الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء ف " قال " عيسى لشمعون قل لهم " اتقوا الله إن كنتم مؤمنين "
ويقال هذا القول قاله للحواريين قل لهم " اتقوا الله إن كنتم مؤمنين " فلا تسألوا