٤٥١
لأنفسكم البلاء فأخبر شمعون بذلك القوم ف " قالوا " لشمعون قل له " نريد أن نأكل منها " يعني المائدة " وتطمئن قلوبنا " حتى تسكن قلوبنا إلى ما دعوتنا إليه " ونعلم أن قد صدقتنا " بأنك نبي " ونكون عليها من الشاهدين " لمن غاب عنا ولمن بعدنا فقام عيسى وصلى ركعتين
سورة المائدة ١١٤ - ١١٥
ثم قال " قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا " وكان يوم الأحد فصار ذلك اليوم عيدا لهم ويقال " عيدا لنا " يعني حجة علينا " وآخرنا " يعني حجة لمن بعدنا " وآية منك " يعني نزولها علامة منك لنبوتي " وارزقنا " يعني وأعطنا المائدة " وأنت خير الرازقين " من غيرك
فأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام " إني منزلها عليكم " ما سألتم من المائدة " فمن يكفر بعد " يعني بعد نزول المائدة " منكم " ويكفر بعيسى عليه السلام بعد أكله من المائدة " فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين " يعني أحدا من الخلق وقال بعضهم هذه كلمة تهديد ولم ينزل عليهم المائدة
وروي في بعض التفاسير أنهم قالوا لعيسى رضينا بما في هذه الآية فقال عيسى عليه السلام لشمعون وكان أكبر الحواريين هل معك شيء من الزاد قال نعم فجاءه بخمسة أرغفة وسمكتين صغيرتين فقطعهما قطعا صغارا ثم قال اجلسوا رفقاء فقعدوا عشرة عشرة فألقى عيسى عليه السلام بين يدي كل رفقة قدر ما يحمله بإصبعيه فجعل الطعام يزيد حتى جاوز ركبهم فشبعوا وفضل خمسة ثم عاد من الغد ففعل مثل ما فعل بالأمس
وروي أن الرغيف والسمكتين نزلت من السماء وهم ينظرون إليها وقيل كانت مائدة من در أو بلور وقيل عليها الفواكه إلا الخبز واللحم وكان الجميع خمسة آلاف وقال عامة المفسرين إن المائدة قد أنزلت عليهم وروي عن سلمان الفارسي أن عيسى عليه السلام قام ولبس جبة من شعر وقام ووضع يمينه على يساره وطأطأ رأسه خاشعا لله تعالى وبكى حتى سالت الدموع على لحيته وصدره وهو يدعو ويتضرع فنزلت مائدة من السماء فوقها منديل والناس ينظرون إليها وعيسى عليه السلام ينظر ويبكي ويقول اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عقوبة حتى استقرت المائدة بين يدي عيسى والناس حوله قال عيسى عليه