٤٥٣
ضميري ولا أعلم ما في حقيقتك وغيبك " إنك أنت علام الغيوب " ما كان وما يكون وقيل " تعلم ما في نفسي " التي نسبت إلي وأمرتني بالتسليم إليك " ولا أعلم ما في نفسك " التي سلمت إليك فأنت مالكها بجميع ما كان وما يكون منها و " أنت علام الغيوب " قبل كونها وكون فعلها قرأ حمزة " الغيوب " بكسر الغين والباقون بضم الغين ومعناهما واحد وقرأ نافع وعاصم وابن عامر " إني منزلها " بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان نزل وأنزل بمعنى واحد
ثم قال " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به " يعني في الدنيا بالتوحيد " أن اعبدوا الله " يعني وحدوا الله واطيعوه " ربي وربكم " يعني خالقي وخالقكم " وكنت عليهم شهيدا " يعني على بني إسرائيل أني بلغتهم الرسالة ويقال " شهيدا " يعني حفيظا بما أمرتهم " ما دمت فيهم " يعني ما دمت مقيما في الدنيا بين أظهرهم " فلما توفيتني " يعني رفعتني إلى السماء " كنت الرقيب عليهم " يعني الحفيظ والشاهد عليهم " وأنت على كل شيء شهيد " من مقالتي ومقالتهم وما أدري ما أحدثوا بعدي " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " قرأ ابن مسعود " فإنك أنت الغفور الرحيم " وقرأ غيره " العزيز الحكيم " فإن قيل كيف سأل المغفرة للكفار قيل له لأن عيسى علم أن بعضهم قد تاب ورجع عن ذلك فقال " إن تعذبهم " يعني الذين ماتوا على الكفر فإنهم عبادك وأنت القادر عليهم " وإن تغفر لهم " يعني الذين أسلموا ورجعوا عن ذلك وقال بعضهم احتمل أنه لم يكن في كتابه " إن الله لا يغفر أن يشرك به " النساء١١٦ فلهذا المعنى دعا لهم ولكن التأويل الأول أحسن ويقال " إن تغفر لهم " يعني لكذبهم الذي قالوا به علي خاصة لا لشركهم وهذا التأويل ليس بسديد والأول أحسن وروي عن أبي ذر الغفاري عن النبي ﷺ أنه قرأ هذه الآية ذات ليلة فرددها حتى أصبح " إن تعذبهم فإنهم عبادك إن تغفر لهم " فإنهم عبادك وقال بعضهم في الآية تقديم وتأخير ومعناه " إن تعذبهم " " فإنك أنت العزيز الحكيم " " وإن تغفر لهم " " فإنهم عبادك "
سورة المائدة ١١٩ - ١٢٠
قوله تعالى " قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم " قرأ نافع " هذا يوم " بالنصب وقرأ الباقون بالرفع فمن قرأ بالنصب فعلى الظرف أي قال الله تعالى هذا لعيسى في يوم


الصفحة التالية
Icon