٤٦١
" لأنذركم به ومن بلغ " وقال مجاهد " لأنذركم به " يعني أصحاب محمد ﷺ " من بلغ " يعني من العجم وغيرهم
ثم قال " أإنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى " من الأصنام فإن قالوا نعم " قل لا اشهد " بما شهدتم ولكن " قل " أشهد " إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون " من الأصنام والأوثان
سورة الأنعام ٢٠ - ٢٣
قوله تعالى " الذين آتيناهم الكتاب " يعني التوراة والإنجيل " يعرفونه " يعني محمدا ﷺ بنعته وصفته " كما يعرفون أبناءهم " وقال عبد الله بن سلام أنا أعرف بالنبي ﷺ مني ولا بني لأني أشهد أنه رسول الله ﷺ ولا أشهد لابني لأني لا أدري ما أحدث النساء بعدي
ثم قال " الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون " يعني كعب بن الأشرف ومن تابعه ممن طلبوا الرئاسة وآثروا الدنيا على الآخرة
قوله تعالى " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا " يعني ممن ختلق على الله كذبا باتخاذ الآلهة وقولهم الشرك " أو كذب بآياته " يعني بالقرآن أنه ليس من عند الله " إنه لا يفلح الظالمون " يعني أنه لا يأمن الكافرون من عذابه قال في اللغة " إنه " مرة تكون للإشارة مثل قوله " إنه هو الغفور الرحيم " يوسف ٩٨ومرة تكون للعماد مثل قوله " إنه لا يفلح الكفرون " المؤمنون ١١٧ " وإنه لا يفلح الظالمون "
قوله تعالى " ويوم نحشرهم جميعا " يوم القيامة " ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون " يعني أين آلهتكم التي تزعمون يعني تعبدون من دون الله " ثم لم تكن فتنتهم " وأصل الفتنة في اللغة هو الاختبار ويقال فتنت الذهب في النار إذا أدخلته فيها لتعلم جودته وإنما سمي جوابهم فتنة لأنهم حين سئلوا اختبروا بما عندهم بالسؤال فلم يكن الجواب من ذلك الاختبار فتنة إلا هذا القول ويقال ثم لم تكن معذرتهم وجوابهم " إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين " قال مجاهد إن المشركين لما رأوا يوم القيامة أن الله لا يغفر ذنوبهم يقول بعضهم لبعض يا ويلكم جئتم بما لا يغفر الله لكم هلموا الآن فلنكذب على أنفسنا ونحلف على ذلك فحلفوا فحينئذ ختم على أفواههم فتشهد أيديهم وأرجلهم عليهم


الصفحة التالية
Icon