٤٧٧
في الآخرة " فسوف " يبدو لكم " وسوف تعلمون " ذلك في الدنيا وفي الآخرة ويقال معناه سوف أؤمر بقتالكم إذا جاء وقته " وسوف تعلمون " في ذلك الوقت
سورة الأنعام ٦٨ - ٧٠
قوله تعالى " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " يعني يستهزئون بالقرآن " فأعرض عنهم " يعني قم من عندهم واترك مجالستهم " حتى يخوضوا في حديث غيره " يعني حتى يكون خوضهم واستهزاؤهم في غير القرآن " وإما ينسينك " يقول إن أنساك " الشيطان " وصية الله تعالى فجلست معهم فقم " فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " يقول قم إذا ذكرت ودع " القوم الظالمين " يعني المشركين قرأ ابن عامر " وإما ينسينك الشيطان " بنصب النون وتشديد السين وقرأ الباقون بالتخفيف والجزم وهما لغتان نسيته وأنسيته
ثم قال " وما على الذين يتقون " يعني الشرك والاستهزاء " من حسابهم " يعني من آثامهم " من شيء ولكن ذكرى " يعني ذكرهم بالقرآن إذا فعلوا ذلك " لعلهم يتقون " يعني لكي يتقوا الاستهزاء قال الكلبي وذلك أن أصحاب رسول الله ﷺ قالوا يا رسول الله لئن كنا كلما استهزؤوا بالقرآن قمنا من عندهم لا نستطيع أن نجلس في المسجد الحرام فنزل " وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء " الآية
قوله تعالى " وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا " قال الضحاك يعني كفار قريش نصبوا أصنامهم في المسجد الحرام وقرطوها بالأقراط وعلقوا بيض النعام في أعناقها فنزل " وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا " وقال الكلبي إن الله تعالى جعل لكل قوم عيدا يعظمونه ويصلون فيه لله تعالى وكل قوم اتخذوا دينهم يعني عيدهم لهوا ولعبا إلا هذه الأمة فإنهم اتخذوا عيدهم صلاة الله وخصنا بالصدقة وهي الجمعة والفطر والأضحى وقال مقاتل اتخذوا دينهم الإسلام لعبا يعني باطلا ولهوا عنه
ثم قال " وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به " يعني عظ وخوف بالقرآن " أن تبسل نفس " يعني لكي لا تهلك نفس " بما كسبت " يعني بما عملت ويقال " أن تبسل نفس " يعني أن تسلم نفس بذنوبها إلى النار وهذا قول الضحاك وقال الأخفش أن ترهن نفس بما عملت