٤٨٠
صنم وقال الضحاك عن ابن عباس إن في هذه الآية تقديما فكأنه قال أتتخذ آزر أصناما آلهة يعني أتتخذ الصنم إلها ويقال آزر بلغتهم المخطئ الضال ومعناه " وإذ قال إبراهيم لأبيه " يا آزر المخطئ الضال أتتخذ أصناما آلهة وقرأ الحسن ويعقوب الحضرمي " آزر " بالضم ويكون معناه وإذ قال إبراهيم لأبيه يا آزر والقراءة المعروفة بالنصب لأنه على ميزان أفعل فلا ينصرف فصار نصبا في موضع الخفض ولأنه اسم أعجمي فلا ينصرف
ثم قال " إني أراك وقومك في ضلال مبين " يعني في خطأ وجهل بين بعبادتكم الأصنام
ثم قال " وكذلك نري إبراهيم ملكوت " والملكوت والملك بمعنى واحد إلا أن الملكوت أبلغ في الوصف مثل رهبوت ورحموت كما يقال في المثل الرهبوت خير من الرحموت يعني أن ترهب خير من أن ترحم يعني أن إبراهيم لما برئ من دين أبيه آزر أراه الله " ملكوت السموات والأرض " يعني عجائب السموات والأرض " وليكون من الموقنين " يعني لكي يكون من الموقنين والواو زيادة كقوله " ولنحمل خطيكم " العنكبوت ١٢ يعني لكي نحمل وكذلك هاهنا " ليكون من الموقنين " يعني حتى يثبت على اليقين قال بعضهم صارت فرجة في السماء حتى رأى إلى سبع سماوات وصارت فرجة في الأرض حتى رأى إلى تحت الصخرة ويقال حين عرج به إلى السماء فنظر إلى عجائب السموات وروي عن عطاء انه قال لما رفع إبراهيم في ملكوت السماوات أشرف على عبد يزني فدعا عليه فهلك ثم أشرف على آخر يزني فدعا عليه فهلك ثم رأى آخر فأراد أن يدعو عليه فقال له ربه عز وجل على رسلك يا إبراهيم فإنك مستجاب لك اكفف دعوتك عن عبادي فإن عبيدي عندي على ثلاث خلال إما أن يتوب فأتوب عليه وإما أن أخرج منه ذرية طيبة وإما أن يتمادى فيما هو فيه فأنا من ورائه أي أنا قادر عليه
وروي عن سلمان الفارسي أنه قال لما رأى إبراهيم ملكوت السموات رأى عبدا على فاحشة فدعا عليه فهلك ثم رأى آخر على فاحشة فدعا عليه فهلك ثم رأى آخر على فاحشة فدعا عليه فهلك فقال الله تعالى أنزلوا عبدي كي لا يهلك عبادي ويقال إنه كان يقول أنا أرحم الخلق فلما رأى المعصية فدعا عليهم قال الله تعالى أنا أرحم أنا أرحم بعبادي منك اهبط لعلهم يرجعون
ويقال إن نمروذ بن كنعان قالت له كهنته يولد في هذه السنة غلام ينازعك في ملكك فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك السنة ويقال رأى في المنام أن كبشا دخل عليه فنطح سريره بقرنيه فسأل المعبرين فأخبروه أنه يولد غلام ينازعك في ملكك فأمر بذبح كل غلام يولد فحملت أم إبراهيم بإبراهيم ولم يتبين حملها ولم يعرف أحد أنها حامل حتى أخذها الطلق فخرجت إلى جبل من الجبال ودخلت في غار فولدت إبراهيم عليه السلام وخرجت