٤٨٦
كان اشتغل بالتنعم وترك العبادة وسمن فأتى رسول الله ﷺ ذات يوم بمكة فقال له رسول الله ﷺ أنشدك الله أتجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين قال نعم قال فأنت الحبر السمين فقد سمنت من مأكلتك فضحك القوم فخجل مالك بن الضيف وقال ما أنزل الله على بشر من شيء فبلغ ذلك اليهود فأنكروا عليه فقال إنه قد أغضبني فقالوا له كلما غضبت قلت بغير حق وتركت دينك فأخذوا الرياسة منه وجعلوها إلى كعب بن الأشرف فنزلت هذه الآية " وما قدروا الله حق قدره " حيث جحدوا تنزيله " إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء " يعني على رسول من كتاب
" قل " يا محمد " من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى " وهو التوراة " نورا " يعني ضياء " وهدى " يعني بيانا " للناس " من الضلالة " جعلونه قراطيس " يقول تكتبونه في الصحف " تبدونها " يقول تظهرونها في الصحف " وتخفون كثيرا " يعني تكتمون ما فيه صفة محمد ﷺ ونعته وآية الرجم وتحريم الخمر " وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم " يعني علمتم أنتم وآباؤكم في التوراة ما لم تعلموا ويقال " علمتم " على لسان محمد ﷺ ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم فإن أجابوك وإلا ف " قل الله " أنزله على موسى " ثم ذرهم " إن لم يصدقوك " في خوضهم " يعني في باطلهم " يلعبون " يعني يلهون ويهزؤون ويفترون قرأ ابن كثير وأبو عمرو " يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفونها كثيرا " كل ذلك بالياء على لفظ المغايبة وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة لأن ابتداء الكلام على المخاطبة
سورة الأنعام ٩٢
ثم قال تعالى " هذا كتاب أنزلناه " يعني القرآن أنزلناه على محمد ﷺ " مبارك " أي لمن عمل به لأن فيه مغفرة للذنوب وقال الضحاك " مبارك " يعني القرآن لا يتلى على ذي عاهة إلا برئ ولا يتلى في بيت إلا خرج منه الشيطان " مصدق الذي بين يديه " يعني هو مصدق الذي بين يديه من الكتب " ولينذر " قرأ عاصم في رواية أبي بكر " ولينذر " بالياء يعني الكتاب يعني أنزلناه للإنذار والبركة وقرأ الباقون بالتاء يعني لتنذر به يا محمد " أم القرى " يعني أهل مكة وهي أصل القرى وإنما سميت أم القرى لأن الأرض كلها دحيت من تحت الكعبة ويقال لأنها مثلث قبلة للناس جميعا أي يؤمونها ويقال سميت أم القرى لأنها أعظم القرى شأنا ومنزلة " ومن حولها " يعني قرى الأرض كلها
ثم قال " والذين يؤمنون بالآخرة " يعني بالبعث " يؤمنون به " أي بالقرآن ومن هو في


الصفحة التالية
Icon