٤٩٤
" ونذرهم " يقول وندعهم " في طغيانهم " يعني في ضلال " يعمهون " يعني يترددون ويتحيرون فيه ويقال " كما لم يؤمنوا به أول مرة " يعني كما لم يؤمن به أوائلهم من الأمم الخالية لما سألوا الآية من أنبيائهم عليهم السلام
قوله تعالى " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة " هذا جواب لقولهم " لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا " قال الله تعالى " ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة " كما سألوا حتى يشهدوا بأنك رسول الله " وكلمهم الموتى " بأنك رسول الله " وحشرنا عليهم كل شيء قبلا " قرا نافع وابن عامر " قبلا " بكسر القاف ونصب الباء وقرأ الباقون بالضم فمن قرأ بالضم فمعناه جماعة القبيل والقبيل الكفيل ويقال " قبلا " أي أصنافا من الآدميين ومن الملائكة ومن الوحش ومن قرأ " قبلا " بالكسر معناه وحشرنا عليهم كل شيء معاينة فعاينوه " ما كانوا ليؤمنوا " وهذا إعلام للنبي ﷺ بأنهم لا يؤمنون كما أعلم نوحا " أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن " هود ٣٦
ثم قال " إلا أن يشاء الله " يعني إلا من هو أهل لذلك فوفقه الله تعالى ويقال " إلا أن يشاء الله " يقول قد شاء الله أن لا يؤمنوا حيث خذلهم ولم يوفقهم " ولكن أكثرهم يجهلون " عن ذلك ويقال " أكثرهم يجهلون الحق " أنه من الله تعالى ويقال " يجهلون " ما في العلامة من وجوب هلاكهم بعد العلامة إن لم يؤمنوا
سورة الأنعام ١١٢ - ١١٣
قوله تعالى " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا " يعني أعداء ومعنى ذلك كما جعلنا لك ولأمتك أعداء مثل أبي جهل وأصحابه كذلك جعلنا لكل نبي عدوا " شياطين الإنس والجن " قال مقاتل وذلك أن إبليس وكل شياطين الإنس وشياطين الجن يضلونهم فإذا التقى شيطان الجن مع شيطان الإنس قال أحدهما للآخر إنى أضللت صاحبي بكذا وكذا فأضلل أنت صاحبك بكذا وكذا فذلك قوله " يوحي بعضهم إلى بعض " يعني يكلم بعضهم بعضا بالإضلال وقال عكرمة للجن شياطين مثل شياطين الإنس وروي عن الزبير بن العوام أن جنيا شكا إليه ما لقي من الشيطان فعلمه دعاء ليخلص منه فدعا به ووجه آخر شياطين الإنس والجن يعني الشياطين من الإنس والشياطين من الجن لأن كل عات متمرد فهو شيطان
وروى عن أبي ذر الغفاري أنه قال دخلت على رسول لله ﷺ وهو في المسجد فأمري أن أصلي ركعتين فصليت ثم جلست عنده قال يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس وشياطين


الصفحة التالية
Icon