٤٩٧
عليكم ) يعني الميتة وغيرها " إلا ما اضطررتم إليه " يقول ما اجتهدتم إلى أكل الميتة عند الجوع قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو " فصل لكم " بضم الفاء " ما حرم عليكم " بضم الحاء على معنى فعل ما لم يسم فاعله وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر " وقد فصل " بالنصب " وما حرم " بالضم وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص كلاهما بالنصب يعني بين الله لكم ما حرم عليكم
ثم قال " وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم " يقول يدعون إلى أكل الميتة بغير علم " إن ربك هو أعلم بالمعتدين " من الحلال إلى الحرام
سورة الأنعام ١٢٠ - ١٢١
قوله تعالى " وذروا ظاهر الإثم وباطنه " يعني زنى السر والعلانية لأن أهل الجاهلية كانوا يحرمون الزنى في العلانية ولا يرون به بأسا في السر فأخبر الله تعالى أن الزنى حرام في السر والعلانية ويقال " ظاهر الإثم " هو الزنى " وباطنه " القبلة واللمس والنظر وقال الضحاك " ظاهر الإثم " الزنى " وباطنه " نكاح الأمهات والأخوات وقال قتادة " ظاهر الإثم وباطنه " يعني قليله وكثيره ويقال ظاهره ارتكاب المعاصي وباطنه ترك الفرائض ويقال باطنه الرياء في الأعمال ويقال الكفر ويقال جميع المعاصي " إن الذين يكسبون الإثم " يقول يعملون الفواحش ويتكلمون بها " سيجزون بما يقترفون " يقول سيعاقبون بما كانوا يكسبون من الإثم قرأ أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بضم الياء يعني يضلون الناس وقرأ الباقون " ليضلون " بنصب الياء يعني يضلون بأنفسهم
قوله تعالى " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " يعني ما لم يذك ولم يذبح أو ذبح بغير اسم الله " وإنه لفسق " يعني أكله معصية واستحلاله كفر " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم " يعني يوسوسون إلى أوليائهم من المشركين " ليجادلوكم " يقول ليخاصموكم في أكل الميتة وهو قولهم ما قتله الله فهو أولى أن يؤكل ويقال الوحي على ثلاثة أوجه الإشارة والإلهام والوسوسة وروي عن عبد الله بن الزبير أنه قيل له إن المختار يقول يوصي إلي فقال صدق " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم "
قال الفقيه حدثنا أبو الفضل بن أبي جعفر قال حدثنا أبو جعفر الطحاوي بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال قال المشركون للمسلمين ما قتل ربكم ومات فلا تأكلوه وما


الصفحة التالية
Icon