٥٠٤
كان الواحد منهم ينذر أنه إذا ولد له كذا وكذا ولدا بذبح واحدا منهم كما فعل عبد المطلب فزين لهم الشيطان قتل أولادهم فذلك قوله " وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم " قرأ ابن عامر ومن تابعه من أهل الشام " وكذلك زين " بضم الزاي " قتل " بضم اللام " أولادهم " بفتح الدال " شركائهم " بالخفض وإنما قرئ " زين " بالضم على فعل ما لم يسم فاعله ومعناه قتل شركائهم على معنى التقديم ومعناه قتل شركائهم وهم أولادهم لأن أولادهم شركاؤهم في أموالهم فصار شركاؤهم نعتا للأولاد وصار الأولاد نصبا على وجه التفسير وقرأ الباقون بالنصب لأنه فعل ماض و " قتل " بالنصب لأنه مفعول " أولاد " بالجر لأنهه مضاف إليه " شركاؤهم " بالضم لأنه جعل الشركاء على وجه الفاعل
ثم قال تعالى " ليردوهم " يعني ليهلكوهم بذلك " وليلبسوا " يعني ليخلطوا وليشبهوا " عليهم دينهم " يعني دين إبراهيم وإسماعيل
ثم قال " ولو شاء الله ما فعلوه " يعني لو شاء الله لمنعهم من ذلك منع اضطرار وقهر ولأهلكهم " فذرهم وما يفترون " يعني دعهم وما يكذبون بأن الله تعالى أمرهم بذلك ومعناه أن الله تعالى مع قدرته عليهم قد تركهم إلى وقت " فذرهم " فاتركهم أنت أيضا إلى الوقت الذي تؤمر بقتالهم ويقال معناه دعهم فإن لهم موعدا بين يدي الله فيحاسبهم ويجازيهم بها
سورة الأنعام ١٣٨ - ١٣٩
قوله تعالى " وقالوا هذه أنعام وحرث " وهي البحيرة والسائبة والوصيلة والحرث وهو نوع من الزرع حرموها على النساء " حجر " يعني حرام والحجر يكون عبارة عن العقل كقوله " هل في ذلك قسم لذي حجر " الفجر ٥ أي لذي لب وعقل ويكون عبارة عن الحرام كقوله " حجرا محجورا " الفرقان ٢٢ يعني حراما محرما وكقوله " هذه أنعم وحرث حجر " الأنعام ١٣٨ يعني حراما " لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم " من الرجال دون النساء وهو مالك بن عوف كان يفتيهم بالحل والحرمة وكان يقول هذا يجوز وهذا لا يجوز لأشياء كانوا حرموها برأيهم
ثم قال " وأنعام حرمت ظهورها " وهي الحام من الإبل كانوا يتركونها ولا يركبونها " وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها " يعني عند الذبح ويقال عند الركوب وهي البحيرة


الصفحة التالية
Icon