٥١٤
دينا منهم " فقد جاءكم بينة من ربكم " يعني حجة من ربكم وهو محمد ﷺ والقرآن وإنما قال " جاءكم " ولم يقل جاءتكم لأنه انصرف إلى المعنى يعني البيان ولأن الفعل مقدم " وهدى ورحمة " بمعنى " هدى " من الضلالة " ورحمة " من العذاب ويقال قد جاءكم ما فيه من البيان وقطع الشبهات عنكم
ثم قال " فمن أظلم ممن كذب بآيات الله " يعني لا أحد أظلم وأشد في كفره ممن كذب بآيات الله تعالى " وصدف عنها " يعني أعرض عن الإيمان بها " سنجزي الذين يصدفون " يعني يعرضون " عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون " يعني شدة العذاب بما كانوا يعرضون عن الآيات
سورة الأنعام ١٥٨
قوله تعالى " هل ينظرون " معناه أقمت عليهم الحجة فلم يؤمنوا فماذا ينتظرون فهل ينتظرون " إلا أن تأتيهم الملائكة " لقبض أرواحهم " أو يأتي ربك " يعني يأتي أمر ربك بما وعد لهم من العقوبة " أو يأتي ربك بما وعد لهم " كقوله " فأتهم الله من حيث لم يحتسبوا " الحشر٢ ويقال أو يأتي عقوبة ربك وعذابه وقد ذكر المضاف إليه ويراد به المضاف كقوله تعالى " وسئل القرية " يوسف٨٢ يعني أهل القرية وكقوله " وأشربوا فى قلوبهم العجل " البقرة ٩٣ يعني حب العجل كذلك هاهنا يأتي أمر ربك يعني عقوبة ربك وعذاب ربك ويقال هذا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله " أو يأتي بعض آيات ربك " يعني طلوع الشمس من مغربها " يوم يأتي بعض آيات بك لا ينفع نفسا إيمانها " حين طلعت الشمس من مغربها " لم تكن آمنت من قبل " يعني أن الكافر إذا آمن في ذلك الوقت لا يقبل إيمانه لأنها قد ارتفعت الحجة حين عاينوها وإنما الإيمان بالغيب
ثم قال " أو كسبت في إيمانها خيرا " يعني المسلم الذي يعمل في إيمانه خيرا فمن كان لم يقبل عمله قبل ذلك فإنه لا يقبل منه بعد ذلك ومن كان قبل منه قبل ذلك فإنه يقبل منه بعد ذلك أيضا أو كانت النفس مؤمنة ولم تكن كسبت خيرا قبل ذلك الوقت لا ينفعها الخير بعد قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد بإسناده عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال المرادي قال بينما رسول الله ﷺ في سفر إذ جاء أعرابي فسأله عن أشياء حتى ذكر التوبة فقال النبي ﷺ للتوبة باب في المغرب مسيرة سبعين عاما أو أربعين عاما فلا يزال حتى يأتي بعض آيات ربك
قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا السراج قال حدثنا زياد بن أيوب عن


الصفحة التالية
Icon