٥٣٤
الرحمن قال الله تعالى " وجعلوا الملائكة الذين هم عبد الرحمن إنثا " الزخرف ١٩
" يعرفون كلا بسيماهم " يعني أصحاب الأعراف يعرفون أهل الجنة إذا مروا بهم ببياض وجوههم ويعرفون أهل النار بسواد وجوههم والسيماء هي العلامة " ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم " فإذا مرت بهم زمرة من أهل الجنة قالوا " سلام عليكم " " لم يدخلوها " يعني إن أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة " وهم يطمعون " أن يدخلوها ويقال أن أهل النار لم يدخلوها إبدا وهم يطمعون وقال الحسن والله ما جعل الله ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدهم بها ويقال " لم يدخلوها " يعني أهل الجنة لم يدخلوها حتى يسلم عليهم أهل الأعراف فانصرفوا وهم يطمعون بدخولها ويقال أهل النار لم يدخلوها أبدا وهم يطمعون وطمعهم أن أفيضوا علينا من الماء
سورة الأعراف ٤٧ - ٤٩
قوله تعالى " وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار " قال من سرعة ما انصرفوا كأنهم صرفوا " تلقاء أصحاب النار " يعني أنهم إذا نظروا قبل أصحاب النار " قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين " يعني مع الكافرين في النار
قوله تعالى " ونادى أصحاب الأعراف رجالا " يعني في النار " يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم " في الدنيا " وما كنتم تستكبرون " يعني ما أغنى عنكم ما كنتم تستكبرون عن الإيمان وقرأ بعضهم " وما كنتم تستكثرون " يعني تجمعون المال الكثير وهي قراءة شاذة
قوله تعالى " أهولاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة " يعني أن أهل الأعراف يقولون يا وليد يا أبا جهل أهولاء يعني صهيبا وبلالا والضعفة من المسلمين الذين كنتم تحلفون لا ينالهم الله برحمة أنهم لا يدخلون الجنة
ثم يقول الله تعالى لأصحاب الأعراف " ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " وعن أبي مجلز أنه قال " وعلى الأعراف رجال " من الملائكة " نادوا أصحاب الجنة " قبل أن يدخلوها سلام عليكم ولم يدخلوها وهم يطمعون دخولها يعني أهل الجنة وإذا نظروا إلى أصحاب النار حين مروا بهم " قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا " من المشركين " يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون "
قوله تعالى " أهولاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة " يعني لأهل


الصفحة التالية
Icon