٥٥
قوله تعالى " وإذا قيل لهم آمنوا كما ءامن الناس " قال في ورواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما إن هذه الآية نزلت في شأن اليهود " وإذا قيل لهم " يعني اليهود " آمنوا كما آمن الناس " يعني عبد الله بن سلام وأصحابه " قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء " يعني الجهال الخرقى قال الله تعالى " ألا إنهم هم السفهاء " يعني الجهال الخرقى بتركهم الإيمان بمحمد ﷺ " ولكن لا يعلمون " أنهم السفهاء
وقال مقاتل نزلت هذه الآية في شأن المنافقين وهكذا قال مجاهد ومعناه " وإذا قيل لهم " يعني للمنافقين " آمنوا " يعني صدقوا بقلوبكم كما صدق أصحاب محمد ﷺ " قالوا : أنؤمن " يعني أنصدق كما صدق الجهال قال الله تعالى " ألا إنهم هم السفهاء " يعني الجهال بتركهم التصديق في السر ولكن لا يعلمون أنهم جهال
سورة البقرة آية ١٤
قوله تعالى " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا " هذه الآية نزلت في ذكر المنافقين منهم عبد الله بن أبي بن سلول وجد بن قيس ومعتب بن قشير وغيرهم وذلك أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم مروا بقوم من المنافقين فقال عبد الله بن أبي لأصحابه انظروا كيف أرد هؤلاء الجهال عنكم فتعلموا مني كيف أكلمهم فأخذ بيد أبي بكر وقال مرحبا بسيد بني تميم وثاني اثنين وصاحبه في الغار وصفيه من أمته الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ ثم أخذ بيد عمر قال مرحبا بسيد بني عدي القوي في أمر الله تعالى الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ ثم أخذ بيد علي فقال مرحبا بسيد بني هاشم ما خلا رسول الله ﷺ الباذل نفسه ودمه لرسول الله ﷺ والسابق إلى الهجرة فقال له علي ( اتق الله يا عبد الله ولا تنافق فإن المنافقين شر خليقة الله تعالى ) قال فلم تقول لي هكذا وإيماني كإيمانكم وتصديقي كتصديقكم ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه كيف رأيتم ردي بهؤلاء عنكم فقالوا له لا نزال بخير ما عشت لنا فنزلت الآية " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا " يعني إيماننا كإيمانكم وتصديقنا كتصديقكم
وقوله تعالى " وإذا خلوا إلى شياطينهم " قال الكلبي يعني إلى كهنتهم وهم خمسة رهط من اليهود ولا يكون كاهن إلا ومعه شيطان منهم كعب بن الأشرف بالمدينة وأبو بردة الأسلمي في بني سليم وأبو السواد بالشام وعبد الدار من جهينة وعوف بن مالك من بني


الصفحة التالية
Icon