٥٤٢
غيركم والخلفاء والخلائف جمع الخليفة
قرأ ابن كثير وأبو عمرو " بسطة " بالسين وقرأ حمزة بإشمام الزاي وقرأ الباقون بالصاد قال ابن عباس كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا وروى إبراهيم بن يوسف عن المسيب عن الكلبي قال كان طول قوم عاد أطولهم مائة وعشرين ذراعا وأقصرهم ثمانين ذراعا وقال مقاتل كان طول كل رجل منهم اثني عشرا ذراعا فذلك قوله " لم يخلق مثلها في البلد " الفجر ٨ ويقال كان بين نوح وبين آدم عشرة آباء كلهم على الإسلام
وكان إدريس جد أبي نوح ولم يكن بين آدم ونوح نبي مرسل وكان إدريس نبيا ولم يؤمر بدعوة الخلق ويقال أنزل عليه عشرون صحيفة وقد آمن به كثير من الناس وكان بين نوح وإبراهيم ألف سنة ويقال ألفان وأربعون سنة وكان بين إبراهيم وموسى ألف سنة وكان بين موسى وعيسى ألف سنة وبين عيسى ومحمد ﷺ خمسمائة سنة وكان هود بين نوح وإبراهيم فلما دعا قومه فكذبوه أنذرهم بالعذاب فقال إن الله تعالى يرسل عليكم الريح فيهلككم بها فاستهزؤوا به وقالوا أي ريح تقدر علينا فأمر الله تعالى خازن الريح أن يخرج من الريح العقيم التي هي تحت الأرض مقدار ما يخرج من حلقة الخاتم كما قال في آية أخرى " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم " الذاريات ٤١ فجاءتهم وحملت الرجال والدواب كالأوراق في الهواء فأهلكتهم كلهم فلم يبق منهم أحد كما قال " فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين " الأحقاف ٢٥ وذلك بعد ما أنذرهم وأخذ عليهم الحجة وذكرهم نعم الله تعالى في حقهم قال لهم " فاذكروا آلاء الله " يعني اشكروا نعمة الله قال بعضهم الآلاء اتصال النعمة والنعماء دفع البلية وقال بعضهم على ضد هذا وقال أكثر المفسرين الآلاء والنعماء بمعنى واحد " لعلكم تفلحون " يعني أي لكي تنجوا من عذابه
قوله تعالى " قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده " يعني قالوا له يا هود أتأمرنا أن نعبد ربا واحدا " ونذر ما كان يعبد آباونا " يعني نترك عبادة آلهتنا التي كان يعبدها آباؤنا قال لهم هود عليه السلام إن لم تفعلوا ما آمركم يأتيكم العذاب قالوا " فأتنا بما تعدنا " يعني تخوفنا من العذاب " إن كنت من الصادقين " في أنك رسول الله
قوله تعالى " قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب " يعني وجب عليكم عذاب وغضب من ربكم " أتجادلولني في أسماء سميتموها أنتم وآباوكم " يعني تجعلون قول أنفسكم وقول آبائكم حجة من غير أن تثبت لكم من الله حجة وقد اتخذتم الأصنام بأيديكم وسميتموها آلهة " ما نزل الله بها من سلطان " يقول ليس لكم عذر وحجة في عبادة الأصنام " فانتظروا " أي الهلاك " إني معكم من المنتظرين " يعني الهلاك بكم لأنهم أرادوا أن