٥٤٥
" وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا " يعني بما تخوفنا به من العذاب " إن كنت من المرسلين " يعني إن كنت رسول رب العالمين " فأخذتهم الرجفة " يعني الزلزلة ويقال صيحة جبريل كما قال " فأخذتهم الصيحة مصبحين " الحجر ٨٣ وقيل الزلزلة ثم أخذتهم الصيحة بعد ويقال النار " فأصبحوا في دارهم جاثمين " يعني صاروا في مدينتهم ومنازلهم ميتين لا يتحركون وأصله من الجثوم ويقال أصابهم العذاب بكورة يوم الأحد
قوله تعالى " فتولى عنهم " فيه تقديم وتأخير يعني حين كذبوه خرج من بين أظهرهم " وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم " يعني دعوتكم إلى التوبة وحذرتكم بالعذاب " ولكن لا تحبون الناصحين " يعني لا تطيعون الداعين ويقال إنما قال ذلك بعد هلاكهم على وجه الحزن أي قد بلغتكم الرسالة وروي عن ابن عباس أنه قال إن الله تعالى لم يهلك قوما ما دام الرسول فيهم فإذا خرج من بين ظهرانيهم أتاهم ما أوعد لهم وقال في رواية الكلبي لما هلك قوم صالح رجع صالح ومن معه من المؤمنين فسكنوا ديارهم وقال في رواية الضحاك خرج صالح إلى مكة فكان هناك حتى قبضه الله تعالى
سورة الأعراف ٨٠ - ٨٤
قوله تعالى " ولوطا إذ قال لقومه " يعني وأرسلنا لوطا إلى قومه ويقال معناه واذكروا لوطا " إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة " يعني اللواطة " ما سبقكم بها " يعني لم يعمل مثل عملكم " من أحد من العالمين " قبلكم " إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء " يعني تجامعون الرجال من دون النساء يعني إن إتيان الرجال أشهى عندكم من إتيان النساء وقرأ أبو عمرو " آينكم " بالمد بغير همز وقرأ ابن كثير ونافع " إنكم " بهمزة واحدة بغير مد وقرأ الباقون بهمزتين بغير مد ومعنى ذلك كله واحد وهو الاستفهام
ثم قال " بل أنتم قوم مسرفون " يعني معتدين من الحلال إلى الحرام
قوله تعالى " وما كان جواب قومه " وإنما صار الجواب نصبا لأنه خبر كان والاسم هو ما بعده " إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون " يعني يتقذرون منا ويتنزهون عن فعلنا " فأنجيناه وأهله " يعني ابنتيه زعوراء وريثا " إلا امرأته " وهي واعلة " كانت من الغابرين " يعني من الباقين في الهلاك فيمن أهلكوا " وأمطرنا عليهم مطرا " يعني الحجارة ويقال أمطر للعذاب ومطر للرحمة ويقال أمطر ومطر بمعنى واحد " فانظر كيف كان عاقبة