٥٥١
بعد العذاب بما كذبوا من قبل وهذا مثل قوله تعالى " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " الأنعام ٢٨ وقال السدي " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا " يوم الميثاق يعني فما كانوا ليؤمنوا في دار الدنيا بما كذبوا من قبل يوم الميثاق وأقروا به وهو قوله " ألست بربكم قالوا بلى " الأعراف١٧٢ ثم قال في الدنيا وما وجدناهم على ذلك الإقرار ويقال " فما كانوا ليؤمنوا " عند مجيء الرسل " بما كذبوا من قبل " مجيء الرسل معناه أن مجيء الرسل لم ينفعهم " كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين " يعني هكذا يختم الله تعالى " على قلوب الكافرين " مجازاة لكفرهم
قوله تعالى " وما وجدنا لأكثرهم من عهد " " من " زيادة للصلة يعني ما وجدنا لأكثرهم من وفاء فيما أمروا به يعني الذين كذبوا وعذبوا من الأمم الخالية ويقال " ما وجدنا لأكثرهم من عهد " لأنهم أقروا يوم الميثاق ثم نقضوا العهد حيث كفروا ويقال " ما وجدنا لأكثرهم من عهد " أي من قبول العهد الذي عاهدوا على لسان الرسل
ثم قال " وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " يعني وقد وجدنا أكثرهم لناقضين العهد تاركين لما أمروا به
سورة الأعراف ١٠٣ - ١٠٨
قوله تعالى " ثم بعثنا من بعدهم موسى " يعني أرسلنا من بعد الرسل الذين ذكرهم في هذه السورة ويقال ثم بعثنا من بعد هلاكهم موسى وهو موسى بن عمران " بآياتنا " يعني اليد البيضاء والعصا " إلى فرعون " وهو ملك مصر واسمه وليد بن مصعب وروي عن وهب بن منبه أنه قال كان فرعون في وقت يوسف فعاش إلى وقت موسى فبعث الله تعالى إليه موسى ليأخذ عليه العهد والحجة وأنكر عليه ذلك عامة المفسرين وقالوا هو كان غيره وكان جبارا ظهر بمصر واستولى عليها فأرسل الله تعالى إليه موسى فذلك قوله تعالى " ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه " يعني جنوده وأتباعه " فظلموا بها " يعني جحدوا بالآيات " فانظر كيف عاقبة المفسدين " يعني كيف صار آخر أمر المشركين وقال ابن عباس أول الآيات العصا فضرب بها موسى باب فرعون ففزع منها فرعون فشاب رأسه فاستحيا فخضب رأسه بالسواد فأول من خضب رأسه بالسواد فرعون قال ابن عباس كان طول العصا عشرة أذرع على طول موسى وكانت من آس الجنة يضرب بها الأرض فيخرج