٥٥٧
يعني نحن أهل لهذه الحسنة وأحق بها " وإن تصبهم سيئة " يعني القحط والبلاء والشدة " يطيروا بموسى ومن معه " وأصله يتطيروا فأدغمت التاء في الطاء كقوله " يذكرون " وأصله يتذكرون يعني يتشاءمون بموسى ومن معه على دينه
قال الله تعالى " ألا إنما طائرهم عند الله " يعني إن الذي أصابهم من عند الله وبفعلهم ويقال إنما الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به في الآخرة لا ما ينالهم في الدنيا " ولكن أكثرهم لا يعلمون " أنه من الله تعالى ولا يعلمون ما عليهم في الآخرة
سورة الأعراف ١٣٢ - ١٣٧
قوله تعالى " وقالوا مهما تأتنا به من آية " يقول متى ما تأتنا ويقال كلما تأتنا وروي عن الخليل أنه قال " مهما تأتنا " هي متى الشرطية أدخلت معها ما الزائدة كقوله متى ما تأتني آتك وما زائدة فكأنه قال ما تأتنا به فأبدلوا الهاء من الألف وهكذا قال الزجاج
وقوله " به من آية " يعني من آية " لتسحرنا بها " يعني لتأخذ أعيننا بها " فما نحن لك بمؤمنين " يعني بمصدقين بأنك مبعوث ورسول من الله فغضب موسى عند ذلك فدعا عليهم قال الله تعالى " فأرسلنا عليهم الطوفان " وهو المطر الدائم من السبت إلى السبت حتى خربت بنيانهم وانقطعت السبل وكادت أن تصير مصرا بحرا واحدا فخافوا الغرق فاستغاثوا بموسى فأرسلوا إليه وقالوا اكشف عنا العذاب نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا موسى ربه فكشف عنهم المطر وأرسل الله عليهم الريح فجففت الأرض فخرج من النبات شيء لم يروا مثله بمصر قط قالوا هذا الذي جزعنا منه خير لنا ولكن لم نشعر به فلا والله لا نؤمن بك ولا نرسل معك بني إسرائيل فنقضوا العهد وعصوا ربهم فمكثوا شهرا فدعا عليهم موسى فأرسل الله تعالى كما قال تعالى " والجراد " مثل الليل فكانوا لا يرون الأرض ولا السماء من كثرتها فأكل كل شيء أنبتته الأرض فاستغاثوا بموسى وقالوا يا أيها الساحر يعني يا أيها العالم سل لنا ربك ليكشف عنا العذاب ونؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل