ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " قال قد أعطيتم مثلها " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " يعني من هذه الأمة
ثم قال تعالى " وقطعناهم " يعني بني إسرائيل فرقناهم " اثنتي عشرة أسباطا أمما " يعني جماعة والأسباط جمع سبط والسبط في بني إسرائيل مثل القبيلة عند العرب
٥٧٢
" وأوحينا إلى موسى " يعني في التيه " إذ استسقاه قومه " إلى قوله " رجزا من السماء بما كانوا يظلمون " كل ذلك مذكور في سورة البقرة قرأ أبو عمرو " نغفر لكم " بالنون " خطاياكم " وقرأ ابن عامر " تغفر لكم " بالتاء والضم " خطيئتكم " بالرفع وبلفظ الواحد وقرأ نافع " تغفر " لكم بالتاء والضم " خطيئاتكم " بلفظ الجماعة وقرأ الباقون " نغفر لكم " بالنون " خطيئاتكم " بلفظ الجماعة
سورة الأعراف ١٦٣ - ١٦٦
قوله تعالى " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر " واسمها أيلة وذلك أن اليهود قالوا نحن من أبناء إبراهيم ﷺ فلا يعذبنا الله تعالى إلا مقدار عبادة العجل فقال الله تعالى " واسألهم عن القرية " يعني أهل القرية التي كانت حاضرة البحر كيف عذبهم الله تعالى بذنوبهم
ثم أخبر عن ذنوبهم فقال " إذ يعدون في السبت " يعني أنهم استحلوا الصيد في يوم السبت وقال يعتدون في يوم السبت وأصل الاعتداء هو الظلم يقال عدوت على فلان إذا ظلمته واعتديت عليه
ثم قال " إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا " يعني يوم استراحتهم شوارع في الماء وهو جمع الشارع " ويوم لا يسبتون لا تأتيهم " يعني إذا لم يكن يوم السبت ويوم الراحة لا تأتيهم وقال بعضهم وإنما تم الكلام عند قوله " تأتيهم " ثم ابتدأ فقال " كذلك نبلوهم " يعني هكذا نختبرهم وقال بعضهم إنما يتم الكلام عند قوله " ويوم لا يسبتون لا تأتيهم " " كذلك " يعني لا تأتيهم كما تأتيهم يوم السبت لأن في يوم السبت تأتيهم الحيتان شارعات من أسفل الماء إلى أعلاه وفي سائر الأيام يأتيهم القليل ولا يأتيهم كما يأتيهم يوم السبت ثم ابتداء الكلام فقال " نبلوهم بما كانوا يفسقون " يعني نختبرهم بما كانوا يعصون الله تعالى
ثم قال عز وجل " وإذ قالت أمة منهم " أي عصبة وجماعة منهم وهي الظلمة للأمة الواعظة " لم تعظون قوما الله مهلكهم " لأن الواعظة وعظوهم عن أخذ الحيتان وخوفوهم فرد عليهم الظلمة " لم تعظون قوما الله مهلكهم " " أو معذبهم عذابا شديدا قالوا " قالوا أي الواعظة " معذرة إلى ربكم " قرأ عاصم في إحدى الروايتين " معذرة " بالنصب يعني نعتذر إلى ربكم