٥٧٥
الدنيا وهو الرشوة في الحكم " ويقولون سيغفر لنا " قال مجاهد يعني يأخذون ما يجدون حلالا أو حراما ويتمنون المغفرة " وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه " يعني وإن يجدوا من الغد مثله يأخذوه ويقال معناه أنهم يصرون على الذنوب وأكل الحرام فإذا أخذوا أول النهار يعودون إليه في آخر النهار ولا يتوبون عنه ويقال يطلبون بعلمهم الدنيا ويقال يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا هذه المرة " وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه " ويقولون مثل ذلك أي سيغفر لنا لأنا لا نشرك بالله شيئا وقال سعيد بن جبير " يأخذون عرض هذا الأدنى " يقول يعملون بالذنوب ويقولون سيغفر لنا ما عملنا بالليل كفر عنا بالنهار وما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل " وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه " يعني الذنوب
قال الله تعالى " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب " يعني ألم يؤخذ عليهم ميثاقهم في التوراة " أن لا يقولوا على الله إلا الحق " يعني إلا الصدق " ودرسوا ما فيه " يعني قرؤوا ما فيه " والدار الآخرة خير للذين يتقون " يعني يتقون الشرك ويحلون حلاله ويحرمون حرامه " أفلا تعقلون " أن الآخرة خير من الدنيا ويقال " أفلا يعقلون " ما يدرسون من الكتاب ويقال " أفلا يعقلون " أن الإصرار على الذنوب ليس من علامة المغفورين قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص " أفلا تعقلون " بالتاء على وجه المخاطبة وقرأ الباقون بالياء على وجه المغايبة
قوله تعالى " والذين يمسكون بالكتاب " يعني يعملون بالكتاب يعني بالتوراة ولا يغيرونها عن مواضعها " وأقاموا الصلاة " يعني أتموا الصلاة المفروضة " إنا لا نضيع أجر المصلحين " يعني عمل الموحدين وهم الذين " يمسكون " بالتخفيف وقرأ الباقون " يمسكون " بالتشديد على معنى المبالغة
سورة الأعراف ١٧١
قوله تعالى " وإذ نتقنا الجبل فوقهم " يقول قلعنا ورفعنا الجبل فوقهم " كأنه ظلة " كهيئة الغمام " وظنوا " يعني أيقنوا سقوطه عليهم " أنه " يعني الجبل " واقع بهم " " خذوا ما آتيناكم بقوة " يعني قيل لهم اعملوا بما أعطيناكم من التوراة " بقوة " يعني بجد ومواظبة " واذكروا ما فيه " يعني اعملوا ما فيه " لعلكم تتقون " المعاصي وذلك حين أبوا أن يقبلوا التوراة فرفع الجبل فوقهم فقبلوها
سورة الأنعام ١٧٢ - ١٧٤


الصفحة التالية
Icon