إيمانا ومنهم قيل له أما المؤمنون فكان إقرارهم إيمانا وأما الكافرون فلم يكن إقرارهم إيمانا لأن إقرارهم كان تقيه ولم يكن حقيقة قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو " ذرياتهم " بلفظ الجماعة وقرأ
٥٧٩
الباقون " ذريتهم " بلفظ الوحدان لأن الذرية قد أضافها إلى الجماعة فاستغنى عن لفظ الجمع وقرأ أبو عمرو " أن يقولوا " بالياء وكذلك في قوله " أو يقولوا " وقرأ الباقون كلاهما بالتاء على معنى الخطاب
قوله تعالى " وكذلك نفصل الآيات " يعني هكذا نبين الآيات في أمر الميثاق " ولعلهم يرجعون " إلى إقرارهم وإلى التوبة فالواو الأولى للعطف وهو قوله " وكذلك " والواو الثانية زيادة للوصل وهو قوله " ولعلهم يرجعون " أي لكي يرجعوا
سورة الأعراف ١٧٥ - ١٧٨
قوله تعالى " واتل عليهم " يعني إن لم يرجعوا بذكر الميثاق ولم يتوبوا ولم يتعظوا فاتل عليهم " نبأ الذي آتيناه " يعني خبر الذي أعطيناه " آياتنا " يعني أكرمنا باسم الله الأعظم ويقال " آتيناه آياتنا " يعني الكتاب وهي علم التوراة وغيره " فانسلخ منها " يعني وخرج منها كما تنسلخ الحية من جلدها ويقال تهاون بها ولم يعرف حقها ولا حرمتها وخرج منها " فأتبعه الشيطان " يقول غرة الشيطان " فكان من الغاوين " يعني فصار من الضالين قال بعضهم هو بلعم بن باعوراء كان عابدا من عباد بني إسرائيل وكان مستجاب الدعوة فنزع الله تعالى الإيمان عنه بدعاء موسى عليه السلام وذلك أن موسى عليه السلام قاتل فرعونا من الفراعنة فجمع ذلك الفرعون الكهنة والسحرة فقال لهم أعينوني على هؤلاء يعني على قوم موسى فقالوا له لن تستطيعهم ولكن بجوارك رجل منهم فلو بعثت إليه واستعنت به فبعث الملك إلى بلعم فلم يجبه فبعث الملك إلى امرأة بلعم بالهدايا وطلب منها بأن تأمره بأن يجيب الملك فجاءته امرأته وقالت نحن في جوار هذا الرجل فلا بد لك من إجابته فأجابها إلى ذلك وركب أتانا له وخرج إليهم فسار حتى إذا كان في بعض الطريق وقفت أتانه فضربها فلما ألح عليها كلمته الأتان وقالت انظر إلى ما بين يديك فنظر فإذا هو جبريل قال له جبريل خرجت مخرجا ما كان ينبغي لك أن تخرج فإذا خرجت فقل حقا قال فلما قدم عليه أمر له بالذهب والفضة والخدم والفرش فقبل فقال له قد دعوتك لتدعو لي على هذا العسكر دعوة قال غدا فلما تلاقى القوم قال بلعم إن بني إسرائيل أمة موسى ملعون من لعنهم ومبارك من بارك عليهم فقالوا له ما زدتنا إلا خبالا قال بلعم ما استطعت غير ما


الصفحة التالية
Icon