٦٠
الروايتين عن ابن عباس أنه قال هذا من المكتوم الذي لا يفسر ثم قال تعالى " إن الله على كل شيء قدير " من العقوبة وغيرها
سورة البقرة آية ٢١
قوله تعالى " يأيها الناس اعبدوا ربكم " يعني أطيعوا ربكم ويقال وحدوا ربكم وهذه الآية عامة وقد تكون كلمة " يا أيها الناس " خاصة لأهل مكة وقد تكون عامة لجميع الخلق فهاهنا " يا أيها الناس " لجميع الخلق يقول للكفار وحدوا ربكم ويقول للعصاة أطيعوا ربكم ويقول للمنافقين أخلصوا دينكم معرفة ربكم ويقول للمطيعين اثبتوا على طاعة ربكم واللفظ يحتمل هذه الوجوه كلها وهو من جوامع الكلم واعلم أن النداء في القرآن على ستة مراتب نداء مدح ونداء ذم ونداء تنبيه ونداء إضافة ونداء نسبة ونداء تسمية فأما نداء المدح فمثل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا " " يا أيها النبي " " يا أيها الرسل " ونداء الذم مثل قوله تعالى " يا أيها الذين كفروا " " يا أيها الذين هادوا " ونداء التنبيه مثل قوله تعالى " يا أيها الإنسان " " يا أيها الناس " ونداء الإضافة مثل قوله تعالى " يا عبادي " ونداء النسبة مثل قوله تعالى " يا بني آدم " " يا بني إسرائيل " ونداء التسمية مثل قوله تعالى " يا عبادي " ونداء النسبة مثل قوله تعالى " يا بني آدم " " يا بني إسرائيل " ونداء التسمية مثل قوله تعالى " يا داود " " يا إبراهيم " والنداء السابع نداء التعنيف مثل قوله تعالى " يا أهل الكتاب " فهاهنا ذكر نداء التنبيه فقال " يا أيها الناس " أخبر بالنداء أنه يريد أن يأمر أمرا أو ينهى عن شيء ثم بين الأمر فقال " اعبدوا ربكم " يعني وحدوا وأطيعوا ربكم " الذي خلقكم " معناه أطيعوا ربكم الذي هو خالقكم فخلقكم ولم تكونوا شيئا " والذين من قبلكم " يعني وخلق الذين من قبلكم " لعلكم تتقون " المعصية وتنجون من العقوبة
سورة البقرة آية ٢٢
قوله تعالى " الذي جعل لكم الأرض فراشا " معناه اعبدوا ربكم الذي خلقكم و " جعل لكم الأرض فراشا " يعني مهادا وقرارا وقال أهل اللغة الأرض بساط العالم وروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال ( إنما سميت الأرض أرضا لأنها تأرض ما في بطنها ) يعني تأكل ما فيها وقال بعضهم لأنها تتأرض بالحوافر والأقدام " والسماء " في اللغة ما علاك وأظلك يعني اذكروا الله بهذه النعم واعبدوه واعرفوا شكر هذه النعم حيث جعل لكم الأرض فراشا والسماء " بناء " يعني سقفا قال ابن عباس رضي الله عنه في رواية الكلبي ( كل سماء مطبقة على الأخرى مثل القبة وسماء الدنيا ملتزقة أطرافها على الأرض ) ويقال " والسماء بناء " يعني مرتفعا