٥٨٩
وتعفو عن من ظلمك وقال القتبي في قول النبي ﷺ أوتيت جوامع الكلم فإن شئت أن تعرف ذلك فتدبر في هذه الآية فكيف جمع له في هذا كل خلق عظيم لأن في أخذ العفو صلة القاطعين والصفح عن الظالمين وإعطاء المانعين وفي الأمر بالمعروف تقوى الله وصلة الأرحام وغض البصر وفي الإعراض عن الجاهلين الحلم وتنزيه النفس عن مماراة السفيه وعن منازعة اللجوج وإنما سمي المعروف معروفا لأن كل نفس تعرفه وكل قلب يطمئن إليه
قوله تعالى " وإما ينزغنك من الشيطان نزع " قال مقاتل يعني وإما يفتتك الشيطان فتنة في أمر أبي جهل " فاستعذ بالله " قال الكلبي أي وإما يصيبنك ذنب من الشيطان وسوسة فاستعذ بالله وقال الزجاج النزع أدنى حركة ومعناه إن إتاك من الشيطان أدنى وسوسة فاستعذ بالله " إنه سميع عليم " يعني ( سميع ) لدعائك " عليم " بوسوسة الشيطان
سورة الأعراف ٢٠١ - ٢٠٣
قوله تعالى " إن الذين اتقوا " يعني اتقوا الشرك والفواحش " إذا مسهم طائف من الشيطان " يعني ذنب من الشيطان " تذكروا " يعني عرف المتقي منهم أنها معصية " فإذا هم مبصرون " يعني منتهون عن المعصية وقال الزجاج يعني عرف المتقي أنها معصية " تذكروا " ما أوضح الله لهم من الحجة " فإذا هم مبصرون " يعني إذا هم على بصيرة قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي " طيف " بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وروي عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ " إذا مسهم طيف " والطيف الغضب وعن مجاهد في قوله " طائف " قال الغضب
ثم ذكر حال الكفار فقال عز وجل " وإخوانهم يمدونهم في الغي " يعني إخوان الشياطين يمدونهم أي يدعونهم إلى المعصية ويقال يلجؤونهم إلى الشرك والضلالة " ثم لا يقصرون " عنها كما أقصر المسلمون عنها حين أبصروها قرأ نافع " يمدونهم " بضم الياء وكسر الميم من أمد يمد وقرأ الباقون " يمدونهم " بالنصب من مد يمد قال بعضهم هذا عطف على قوله " وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا " " وإخوانهم يمدونهم " وقال الزجاج معناه التقديم والمعنى لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون " وإخوانهم يمدونهم في الغي " يعني الشياطين والغي الجهل والوقوع في الهلكة


الصفحة التالية
Icon