خاطبهم فقال قد أعطيناكم علم موسى وعلم محمد صلى الله عليه وسلم
٨٠
وهو سائر الأنبياء قوله " لعلكم تهتدون " لكي تهتدوا من الضلالة
سورة البقرة آية ٥٤
قوله تعالى " وإذ قال موسى لقومه يا قوم " وأصله يا قومي بالياء ولكن حذف الياء وترك الكسرة بدلا عن الياء وتكون في الإضافة إلى نفسه معنى الشفقه " يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم " يعني أضررتم بأنفسكم " بأتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم " يعني إلى خالقكم يقول فارجعوا عن عبادة العجل إلى عبادة خالقكم وتوبوا إليه فقالوا له وكيف التوبة قال لهم موسى " فاقتلوا أنفسكم " يعني يقتل بعضكم بعضا يعني يقتل من لم يعبد العجل الذين عبدوا العجل وإنما ذكر قتل الأنفس وأراد به الإخوان وهذا كما قال في آية أخرى " ولا تلمزوا أنفسكم " الحجرات ١١ يعني إخوانكم من المسلمين أي لا تغتابوا إخوانكم " ذلكم خير لكم عند بارئكم " خالقكم يعني التوبة خير لكم عند خالقكم ومعناه قتل أنفسكم مع رضا الله خير عند الله تعالى من ترككم على عذاب الله
وقوله تعالى " إنه هو التواب الرحيم " يعني المتجاوز عن الذنوب " الرحيم " حيث جعل القتل كفارة لذنوبكم وروي في الخبر أن الذين عبدوا العجل جلسوا على أبواب دورهم فأتاهم هارون والذين لم يعبدوا العجل شاهرين السيوف فكان موسى يقول فاتقوا الله واصبروا له فلعن الله رجلا حل حبوته أو قام من مجلسه أو مد طرفه إليهم أو اتقاهم بيد أو برجل فيقولون آمين وذكر في رواية أبي صالح أن هارون كان يتقدم ويقول ذلك فجعلوا يقتلونهم إلى المساء فقام موسى عليه السلام يدعو ربه لما شق عليه من كثرة الدماء حتى نزلت التوبة وقيل لموسى ارفع السيف عنهم فإني قبلت توبتهم جميعا من قتل ومن لم يقتل
سورة البقرة الآيات ٥٥ - ٥٦
قوله تعالى " وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك " يعني لن نصدقك " حتى نرى الله جهرة " يعني عيانا وذلك أن موسى عليه السلام حين انطلق إلى طور سيناء للمناجاة اختار موسى من قومه سبعين رجلا ولما انتهوا إلى الجبل أمرهم موسى بأن يمكثوا في أسفل الجبل وصعد موسى الجبل فناجى ربه فأعطاه الله تعالى الألواح فلما رجع إليهم قالوا له إنك قد رأيت الله فأرناه حتى ننظر إليه فقال لهم إني لم أره وقد سألته أن أنظر إليه فتجلى للجبل