٨٥
قوله تعالى " وضربت عليهم الذلة " قال الحسن وقتادة جعلت عليهم الجزية يعني على ذريتهم ويقال جعل عليهم كد العمل يعني أولئك القوم حتى كانوا ينقلون السرقين
وقوله " والمسكنة " يعني زي الفقر قال الكلبي الرجل من اليهود وإن كان غنيا يكون عليه زي الفقر وقوله تعالى " وباؤوا بغضب " يعني استوجبوا الغضب " من الله " وقال بعضهم من الرجوع يعني رجعوا باللعنة في أثر اللعنة ويقال باؤوا أي احتملوا كما يقال بوئت بهذا الذنب أي احتملته
وقوله تعالى " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله " يعني ما أصابهم من الذلة والمسكنة وهم اليهود بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله يعني كذبوا عيسى وزكريا ويحيى ومحمدا عليهم السلام " ويقتلون النبيين بغير الحق " يعني بغير جرم منهم وهم زكريا ويحيى قرأ نافع " النبيين " بالهمزة وكذلك جميع ما في القرآن " يا أيها النبي " وقرأ الباقون بغير همزة وروي عن رسول الله ﷺ أن رجلا قال له يا نبئ الله فقال ( لست بنبيء الله ولكن نبي الله ) والنبيين جماعة النبي وأما من قرأ بالهمزة قال أصله من النبأ وهو الخبر لأنه أنبأ عن الله ومن قرأ بغير همزة فأصله مهموز ولكن قريشا لا تهمز وقال بعضهم هو مأخوذ من النبوة وهو الارتفاع لأنه مشرف على جميع الخلق ويقال النبيء هو الطريق الواضح سمي بذلك لأنه طريق الخلق إلى الله تعالى
وقوله " ذلك بما عصوا " يعني ذلك الغضب على اليهود بما عصوا يعني بعصيانهم أمر الله تعالى فخذلهم الله تعالى حين كفروا فلو أنهم لم يعصوا الله تعالى كانوا معصومين عن ذلك
" وكانوا يعتدون " يعني بقتلهم الأنبياء وركوبهم المعاصي
سورة البقرة آية ٦٢
قوله تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين " قال ابن عباس في رواية أبي صالح إن الذين آمنوا وهم قوم كانوا مؤمنين بعيسى والتوراة ولم يتهودوا ولم يتنصروا والنصارى الذين تركوا دين عيسى وتسموا بالنصرانية واليهود الذين تركوا دين


الصفحة التالية
Icon