كما قال في آية أخرى " من فرعون وملإيهم " يونس ٨٣
٩٣
وقال " إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم " القصص ٧٦ وقال تعالى " فإلم يستجيبوا لكم " هود ١٤ أراد به النبي ﷺ خاصة كذلك هاهنا
ثم قال " وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله " قال في رواية الكلبي يعني السبعين الذين ساروا مع موسى عليه السلام إلى طور سيناء فسمعوا هناك كلام الله تعالى فلما رجعوا قال سفهاؤهم إن الله أمر بكذا وكذا بخلاف ما أمرهم فذلك قوله تعالى " وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون " يعني غيروه من بعد ما حفظوه وفهموه وقال بعضهم إنما أراد به الذين يغيرون التوراة وقال بعضهم يغيرون تأويله وهم يعلمون
سورة البقرة الآيات ٧٦ - ٧٨
قوله عز وجل " وإذا لقوا الذين آمنوا " يعني المنافقين منهم " قالوا " للمؤمنين " آمنا " يعني أمررنا أقررنا بالذي أقررتم به وهم منافقوا أهل الكتاب " وإذا خلا بعضهم إلى بعض " يعني إذا رجعوا إلى رؤسائهم " قالوا " بعضهم لبعض " أتحدثونهم بما فتح الله عليكم " يعني أتخبرونهم بأن ذكر محمد ﷺ في كتابكم فيكون ذلك حجة لهم عليكم " أفلا تعقلون " أن ذلك حجة لهم عليكم " ليحاجوكم به " أي ليخاصموكم " عند ربكم " باعترافكم أن محمدا ﷺ نبي لا تتبعوه " أفلا تعقلون " أي أفليس لكم ذهن الإنسانية لا ينبغي لكم هذا فيما بينكم
قال الله تعالى " أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون " قال بعضهم " ما يسرون " في قلوبهم " وما يعلنون " بالقول فيما بينهم وقال بعضهم " ما يسرون " فيما بينهم " وما يعلنون " مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى " ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب " يعني من أهل الكتاب وهم السفلة أميون لا يقرؤون الكتاب يقول لا يحسنون قراءة الكتاب ولا كتابته وقال الزجاج الأمي المنسوب إلى ما عليه جبلة الأمية يعني هو على الخلقة التي خلقت لأن الإنسان في الأصل لا يعلم شيئا ما لم يتعلم
وقوله عز وجل " إلا أماني " قال بعضهم إلا التلاوة وهذا كما قال في آية أخرى " إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " الحج ٥٢ يعني في تلاوته يعني أن السفلة منهم لا يعرفون من التوراة شيئا سوى تلاوته وقال بعضهم " إلا أماني " إلا أباطيل وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال ما تغنيت ولا تمنيت أي ما تكلمت بالباطل منذ