١٢٩
رواية حفص " أن تبويا " بلا همز لأنه كره همزة بين حرفين فجعلها ياء وقرأ الباقون بغير ياء بالهمزة إلا أنه روي عن حمزة أنه كان يهمز
قوله تعالى " وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه " وذلك أن أهل مصر لما عذبوا بالطوفان والجراد والسنين قالوا " لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك " [ الأعراف : ١٣٤ ] ثم نكثوا العهد ولم يؤمنوا فغضب موسى عليهم ودعا الله تعالى عليهم وقال " ربنا إنك آتيت فرعون وملأه " يعني أعطيت فرعون وملأه زينة يعني الأشراف من قومه أعطيتهم " زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا " أي ربنا أعطيتهم ليضلوا " عن سبيلك " يعني عن دينك الإسلام قرأ أهل الكوفة وعاصم وحمزة الكسائي " ليضلوا " بضم الياء يعني ليضلوا الناس ويصرفونهم عن دينك وقرأ الباقون " ليضلوا " بنصب الياء يعني يرجعون عن دينك ويمتنعون عنه " ربنا إطمس على أموالهم " يعني غير دراهمهم ودنانيرهم وذلك حين وعد فرعون لموسى بأن يؤمن ويرسل معه بني إسرائيل ثم نقض العهد فدعا عليهم موسى عليه السلام وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى " ربنا إطمس على أموالهم " قال بلغنا أن حروثا لهم صارت حجارة وعن السدي أنه قال صارت دراهمهم ودنانيرهم حجارة وعن أبي العالية أنه قال صارت أموالهم حجارة وقال مجاهد في قوله تعالى " ربنا إطمس على أموالهم " يعني أهلكها وقال القتبي في قوله " ربنا إطمس " يعني أهلكها وهو من قولك طمس الطريق إذا عفى ودرس
ثم قال تعالى " واشدد على قلوبهم " أي إقسها ويقال إطبع قلوبهم وأمتهم على الكفر ولا توفقهم للإيمان يعني لكي " لا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " وهو الغرق فدعا موسى عليه السلام وأمن هارون قال الله " قد أجيبت دعوتكما " قال ومحمد بن كعب القرظي " قد أجبت دعوتكما " دعا موسى وأمن هارون وعن أبي العالية وعكرمة وأبي صالح مثله وعن أبي هريرة مثله وعن أنس بن مالك أنه قال كنا عند رسول الله ﷺ فقال إن الله تعالى أعطاني خصالا ثلاثا أعطاني صلاة بالصفوف وأعطاني تحية إنها تحية أهل الجنة وأعطاني التأمين ولم يعط أحدا من النبيين قبلي إلا أن يكون الله تعالى أعطاه لهارون يدعو موسى ويؤمن هارون قال مقاتل فمكث موسى بعد هذه الدعوة أربعين سنة وهكذا روى الضحاك إن الإجابة ظهرت بعد أربعين سنة وقال بعضهم بعد أربعين يوما وقال بعضهم كان هذا الدعاء حين خرج موسى ببني إسرائيل وأيس من إيمانهم
ثم قال الله تعالى " فاستقيما " أي قال لموسى وهارون " إستقيما " على الرسالة والدعوة وإستقيما على ما أمرتكما " ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون " يعني طريق فرعون وآله من أهل مصر وروى إبن ذكوان عن إبن عامر أنه قرأ " تتبعان
" بجزم التاء ونصب الباء


الصفحة التالية
Icon