١٤٠
قوله تعالى " ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة " يعني سنين معلومة يعني إلى الوقت الذي جعل أجلهم وقال القتبي يعني إلى حين توفته وفي قوله " وادكر بعد أمة " [ يوسف : ٤٥ ] إنما هو سبع سنين " ليقولن ما يحبسه " يعني العذاب على وجه الإستهزاء " ألا يوم يأتيهم " يعني العذاب " ليس مصروفا عنهم " يعني ليس أحد يصرف العذاب عنهم إذا نزل بهم في الدنيا وفي الآخرة " وحاق بهم " يعني نزل بهم " ما كانوا به يستهزئون " أنه غير نازل بهم
قوله تعالى " ولئن أذقنا الإنسان " يعني أصبنا الإنسان " منا رحمة " يعني نعمة وخيرا وعافية " ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور " يعني آيس من رحمة الله كفور بنعم الله تعالى
ثم قال " ولئن أذقناه نعماء " يعني أعطيناه خيرا وعافية وسعة في الرزق " بعد ضراء مسته " يعني أصابته " ليقولن ذهب السيئات عني " يعني فلا يشكر الله تعالى
ذكر في الإبتداء " ليقولن " بنصب اللام بلفظ الواحد لتقديم الفعل على الإسم وفي الثاني بضم اللام لأنه فعل جماعة ولم يذكر الإسم وفي الثالث ذكر بنصب اللام لأنه فعل الواحد ويقول ذهب السيئات عني " إنه لفرح فخور " يعني بطرا فرحا بما أعطاه الله تعالى وهو الطغيان في النعمة " فخور " في نعم الله تعالى ومتكبر على الناس
ثم إستثنى فقال تعالى " إلا الذين صبروا " وهم المؤمنون الذين صبروا على الطاعات والشدائد ليسوا كذلك وليسوا من أهل هذه الصفة إذا إبتلوا صبروا وإذا أعطوا شكروا " وعملوا الصالحات " بينهم وبين ربهم " أولئك لهم مغفرة " لذنوبهم في الدنيا " وأجر كبير " يعني ثوابا عظيما في الجنة
سورة هود ١٢ - ١٤
قوله تعالى " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " وذلك أن كفار مكة قالوا كيف لا ينزل الله إليه ملكا أو يكون له كنز وطلبوا منه بأن لا يعيب آلهتهم فهم النبي ﷺ بأن يترك عيبها رجاء أن يتبعوه فنزل " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " من أمر الآلهة " وضائق به