١٤٤
ثم قال " ومن أظلم ممن إفترى على الله كذبا " يعني ومن أشد في كفره " ممن إفترى " يقول ممن إختلق على الله كذبا بأن معه شريكا " أولئك يعرضون على ربهم " يعني يساقون إلى ربهم يوم القيامة " ويقول الأشهاد " يعني الرسل قد بلغناهم الرسالة وقال الضحاك " ويقول الأشهاد " يعني الأنبياء وقال قتادة ومجاهد " ويقول الأشهاد " يعني الملائكة وقال الأخفش " الأشهاد " واحدها شاهد مثل أصحاب وصاحب ويقال شهيد وأشهاد مثل شريف وأشراف
قال الله تعالى " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " يعني إفتروا على الله عز وجل بأن معه شريكا وقال الله " ألا لعنة الله على الظالمين " يعني عذابه وغضبه على المشركين
ثم وصفهم فقال تعالى " الذين يصدون عن سبيل الله " يعني يصرفون الناس عن دين الإسلام " ويبغونها عوجا " يطلبون بملة الإسلام زيفا وغيرا " وهم بالآخرة هم كافرون " أي ينكرون البعث
قوله تعالى " أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض " يعني لم يفوتوا ولم يهربوا من عذاب الله تعالى حتى يجزيهم بأعمالهم الخبيثة " وما كان لهم من دون الله من أولياء " يعني ما كان لهم من عذاب الله تعالى مانع يمنعهم من العذاب " يضاعف لهم العذاب " يعني الرؤساء يكون لهم العذاب بكفرهم وبما أضلوا غيرهم " ما كانوا يستطيعون السمع " يعني ما كانوا في العذاب " يستطيعون السمع " يعني لا يقدرون أن يسمعوا " وما كانوا يبصرون " في النار شيئا
ويقال ذلك التضعيف لهم لأنهم كانوا لا يستطيعون الإستماع إلى محمد ﷺ في الدنيا من بغضه " وما كانوا يبصرون " أي عميا لا ينظرون إليه من بغضه وقال الكلبي " يضاعف لهم العذاب " بما كانوا يستطيعون السمع والهدى وبما كانوا لا يبصرون الهدى ويقال ما كانوا يستطيعون السمع فلم يسمعوا وكانوا يستطيعون أن يبصروا فلم يبصروا ويقال " ما كانوا يستطيعون السمع " يعني لم يكن لهم سمع القلب " وما كانوا يبصرون " أي لم يكن لهم بصر القلب قرأ إبن كثير وإبن عامر " يضعف لهم " بتشديد العين بغير ألف وقرأ الباقون " يضاعف " بالألف ومعناهما واحد
ثم بين أن ضرر ذلك يرجع إلى أنفسهم فقال تعالى " أولئك الذين خسروا أنفسهم " يعني غبنوا حظ أنفسهم " وضل عنهم ما كانوا يفترون " يعني وبطل عنهم ما كانوا يعملون ويعبدون من دون الله تعالى فات عنهم ولا ينفعهم شيئا
ثم قال تعالى " لا جرم " قال الكلبي يعني حقا ويقال نعم ويقال " لا جرم "