١٦٩
قوله تعالى " كأن لم يغنوا فيها " يعني كأن لم يعمروا ولم يكونوا فيها " ألا بعدا لمدين " يعني بعدوا من رحمة الله " كما بعدت ثمود " من رحمته وروى أبو صالح عن إبن عباس قال لم تعذب أمتان بعذاب واحد إلا قوم شعيب بن ذويب وصالح بن كاثوا صاح بهم جبريل فأهلكهم
سورة هود ٩٦ - ٩٩
قوله تعالى " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا " التسع " وسلطان مبين " يعني حجة بينة " إلى فرعون وملئه " يعني قومه " فاتبعوا أمر فرعون " يعني أطاعوا قول فرعون وقومه وطاعتهم حين قال " ما أريكم إلا ما أرى " [ غافر : ٢٩ ] فأطاعوه في ذلك حين قال لهم " ما علمت لكم من إله غيري " [ القصص : ٣٨ ] فأطاعوه وتركوا أمر موسى عليه السلام قال الله تعالى " وما أمر فرعون برشيد " يعني ما قول فرعون بصواب
قوله تعالى " يقدم قومه يوم القيامة " يقول يتقدم أمام قومه يوم القيامة وهم خلفه كما كانوا يتبعونه في الدنيا ويقودهم إلى النار " فأوردهم النار " يقول أدخلهم النار " وبئس الورد المورود " يقول بئس المدخل المدخول يعني بئس المصير الذي صاروا إليه
قوله تعالى " وأتبعوا في هذه لعنة " يعني جعل عليهم اللعنة في الدنيا وهو الغرق " ويوم القيامة " لعنة أخرى وهي النار " بئس الرفد المرفود " يعني اللعنة على أثر اللعنة ومعناه بئس الغرق وزفرة النار ترادفت عليهم اللعنتان لعنة الدينا الغرق ولعنة الآخرة النار وقال القتبي " بئس الرفد المرفود " يعني بئس العطاء المعطى يقال رفدته أي أعطيته وقال الزجاج كل شيء جعلته عونا لشيء وأسندت به شيئا فقد رفدته وقال قتادة في قوله " يقدم قومه " يعني يمضي بين أيديهم حتى يهجم بهم على النار وفي قوله " بئس الرفد المرفود " قال وزيدوا بها اللعنة في الآخرة على اللعنة في الدنيا
سورة هود ١٠٠ - ١٠١
قوله تعالى " ذلك من أنباء القرى " يعني هذا الذي وصفت لك وقصصت عليك من أخبار الأمم والقرون الماضية " نقصه عليك " يعني ينزل جبريل ليقرأ عليك ليكون فيها دليل نبوتك " منها قائم وحصيد " يعني من تلك القرى قائم ومنها ما هو حصيد والقائم