٢١٠
تعلمون ) أن يوسف في الأحياء " قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا " فاعتذروا إليه لما فعلوا به وطلبوا منه أن يستغفر لهم واعترفوا بذنبهم أنهم كانوا خاطئين حيث قالوا " إنا كنا خاطئين " " قال " لهم يعقوب عليه السلام " سوف أستغفر لكم " يعني عند السحر أستغفر لكم ويقال معناه سوف أستغفر لكم إن شاء الله على وجه التقديم في قوله " وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " فأخر الإستغفار إلى أن قدموا مصر فاستغفر لهم ليلة الجمعة عند السحر " إنه هو الغفور الرحيم " لمن تاب ورجع وندم على ما فعل فخرجوا كلهم بأثقالهم وأهاليهم ومواشيهم وكانوا اثنين وسبعين رأسا وروى أبو عبيدة عن عبد الله بن مسعود أنه قال كان أهل بيت يعقوب حين دخلوا مصر ثلاثة وسبعين إنسانا رجالهم ونساؤهم فخرجوا مع موسى عليه السلام وهم ستمائة ألف وسبعون ألفا فلما دنوا من مصر خرج يوسف بجماعته وحاشيته حتى أدخلهم مصر
سورة يوسف ٩٩ - ١٠٠
قوله تعالى " فلما دخلوا على يوسف آوى إليه " أي ضم إليه " أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " قال أبو عبيدة هذا من كلام يعقوب حيث قال سوف أستغفر لكم إن شاء الله وكذلك قال إبن جريج ويقال هذا من كلام يوسف قال لهم حين دخلوا مصر انزلوا بأرض مصر ويقال إنما قال لهم قبل أن يدخلوها " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " من الجوع ويقال من الخوف لأنها أرض الجبابرة
قوله تعالى " ورفع أبويه على العرش " يعني على السرير أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله قال مقاتل يعني أباه وخالته وكانت أمه راحيل قد ماتت وخالته تحت يعقوب أبيه وعن وهب بن منبه قال أبوه وخالته وعن سفيان الثوري مثله وهو قول إبن عباس وروي عن النبي ﷺ أنه قال الخالة أم ويقال إن أمه راحيل قد ماتت في ولادة بنيامين ولذلك سمي بنيامين واليامين وجع الولادة بلسانهم
ثم قال " وخروا له سجدا " على وجه التقديم يعني " وخروا له سجدا " " ورفع أبويه على العرش " وكانت تحيتهم أن يسجد الوضيع للشريف فسجد له إخوته وأبوه وخالته " وقال " يعني يوسف عند ذلك " يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل " يعني هذا السجود تحقيق رؤياي من قبله " قد جعلها ربي حقا " يعني جعل رؤياي صدقا ويقال كائنا وروي