٢١٢
والآخرة ) يعني ولي نعمتي في الدنيا والآخرة ويقال أنت حافظي وناصري وربي في الدنيا والآخرة " توفني مسلما " يعني أمتني مخلصا بتوحيدك " وألحقني بالصالحين " يعني بآبائي المرسلين ويقال عاش يعقوب في أرض مصر سبع عشرة سنة وكان عمره مائة وسبعا وأربعين سنة وعاش يوسف بعده ثلاثا وعشرين سنة ومات يوسف وهو ابن مائة وعشرين سنة ويقال إبن مائة وعشر سنين وأوصى يعقوب بأن يدفن عند آبائه فحمل إلى الأرض المقدسة فدفن مع أخيه عيصو بن إسحاق عليهم السلام فلما مات يوسف أرادوا أن يحملوه إلى الأرض المقدسة فلم يتركهم أهل مصر واختلفوا في دفنه وأراد أهل كل محلة أن يدفن في مقابرهم وكاد أن يقع بينهم قتال حتى إصطلحوا واتفقوا على أن يدفن عند قسمة مياههم في أعلى مصر لكي يصيب بركته أهل مصر وكان هناك إلى زمن موسى عليه السلام فرفعه موسى وحمله إلى الأرض المقدسة ووضعه عند آبائه وقد كان يوسف أوصى إلى بني إسرائيل أن يحملوا عظامه من أرض مصر إذا خرجوا من أرض مصر
سورة يوسف ١٠٢ - ١٠٦
قوله تعالى " ذلك من أنباء الغيب " يقول من أخبار ما غاب عنك علمه يا محمد " نوحيه إليك " يعني ننزل عليك جبريل بالقرآن ليقرأه عليك " وما كنت لديهم " يعني وما كنت عند إخوة يوسف " إذ أجمعوا أمرهم " يعني قولهم أن يطرحوا يوسف في البئر " وهم يمكرون " أي يحتالون ليوسف
ثم قال " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " في الآية تقديم ومعناه وما أكثر الناس بمؤمنين ولو حرصت لعلم الله السابق فيهم ويقال " ولو حرصت بمؤمنين " يعني من قدرت عليه الكفر وعلمت أنه أهل لذلك لا يؤمن بك
ثم قال تعالى " وما تسألهم عليه من أجر " يعني على الإيمان يعني إن لم يجيبوك فلا تبال لأنهم لا ينقصون من رزق ربك شيئا " إن هو " يعني ما هذا القرآن " إلا ذكر للعالمين " من الجن والإنس
قوله تعالى " وكأين من آية " يعني وكم من علامة " في السموات والأرض " يعني الشمس والقمر والنجوم وفي الأرض الأمم الخالية والأشياء التي خلقت في الأرض " يمرون عليها وهم عنها معرضون " يعني مكذبين لا يتفكرون فيما قال