٢١٨
قوله تعالى " ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة " قال ابن عباس سألوا رسول الله ﷺ أن يأتيهم العذاب إستهزاء منهم بذلك فنزل " ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة " يعني بالعذاب قبل العافية " وقد خلت من قبلهم المثلات " يعني قد مضت من قبلهم العقوبات والنقمات قبل قريش فيمن هلك وأصل المثلة الشبه وما يعتبر به وجمعه المثلات " وإن ربك لذو مغفرة " يقول تجاوز " للناس على ظلمهم " يعني على شركهم إن تابوا ويقال بتأخير العذاب عنهم " وإن ربك لشديد العقاب " لمن مات منهم على شركه
سورة الرعد ٧ - ٨
قوله تعالى " ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه " يعني هلا أنزل على محمد ﷺ علامة من ربه لنبوته
قال الله تعالى " إنما أنت منذر " يعني مخوفا ومبلغا لهذه الأمة الرسالة " ولكل قوم هاد " قال الكلبي داع يدعوهم إلى الضلالة أو إلى الحق وقال الضحاك يعني " إنما أنت منذر " وأنا الهادي وقال سعيد بن جبير الهادي هو الله وقال عكرمة محمد ﷺ هو النذير وهو الهادي يعني يدعوهم إلى الهدى " ولكل قوم هاد " وقال مجاهد يعني لكل قوم نبي قرأ ابن كثير " هادي " بالياء عند الوقف وكذلك قوله " ما لك من الله من ولي ولا واق " [ الرعد : ٣٧ ] وقرأ الباقون بغير ياء
قوله تعالى " الله يعلم ما تحمل كل أنثى " ذكرا أو أنثى ويعلم ما في الأرحام سويا أو غير سوي ثم قال " وما تغيض الأرحام " يعني ما تنقص الأرحام من تسعة أشهر في الحمل " وما تزداد " يعني على التسعة أشهر في ذلك الحمل " وكل شيء عنده بمقدار " قال قتادة رزقهم وأجلهم وقال ابن عباس من الزيادة والنقصان والمكث في البطن والخروج كل ذلك بمقدار قدره الله تعالى فلا يزيد ولا ينقص على ذلك وقال سعيد بن جبير في قوله تعالى " وما تغيض الأرحام " يعني الحامل إن ترى الدم نقص من الولد وإن لم تر الدم يزيد في الولد وروى أسباط عن السدي قال إن المرأة إذا حملت واحتبس حيضها كان ذلك الدم رزقا للولد فإذا حاضت على ولدها خرج وهو أصغر من الذي لم تحض عليه " وما تغيض الأرحام " وهي الحيضة التي على الولد " وما تزداد " فحين يستمسك الدم فلا تحيض وهي حبلى قال الفقيه هذا الذي قال السدي إن الحامل تحيض إنما هو على سبيل المجاز لأن دم الحامل لا يكون حيضا ولكن معناه إذا سال منها الدم فيكون ذلك استحاضه
قال حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا ابن خزيمة قال حدثنا علي قال حدثنا