٢٣٧
قوله تعالى " قالت رسلهم أفي الله شك " يقول أفي وحدانية الله شك وعلامات وحدانيته ظاهرة وهو قوله " فاطر السموات والأرض " يعني أتشكون في الله خالق السموات والأرض " يدعوكم ليغفر لكم " يعني يدعوكم إلى الإقرار بوحدانية الله تعالى ليتجاوز عنكم " من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى " يعني منتهى آجالكم فلا يصيبكم فيه العذاب فأجابهم قومهم " قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا " يقول ما أنتم إلا آدميون مثلنا لا فضل لكم علينا بشيء " تريدون أن تصدونا " أي تصرفونا " عما كان يعبد آباؤنا " من الآلهة " فأتونا بسلطان مبين " يعني بحجة بينة
" قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم " يقول ما نحن إلا آدميون مثلكم كما تقولون " ولكن الله يمن على من يشاء من عباده " ويختاره للنبوة " وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان " جوابا لقولهم " فأتونا بسلطان مبين " يعني لا ينبغي أن نأتيكم بسلطان " إلا بإذن الله " لأن الأمر بيد الله تعالى " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " يعني على المؤمنين أن يتوكلوا على الله
قوله " وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا " يعني وفقنا لطريق الإسلام ويقال أكرمنا بالنبوة " ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون " أي فليثق الواثقون
سورة إبراهيم ١٣ - ١٤
قوله تعالى " وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا " يقول لتدخلن في ديننا فهذا كله تعزية للنبي ﷺ ليصبر على أذى المشركين كما صبر من قبله من الرسل " فأوحى إليهم ربهم " يقول أوحى الله تعالى إلى الرسل " لنهلكن الظالمين " فهذا لام القسم ويراد به التأكيد للكلام أن يهلك الكافرين من قومهم " ولنسكننكم الأرض من بعدهم " يقول لننزلنكم في الأرض من بعد هلاكهم فأهلك الله تعالى قومهم فسكن الرسل ومن معهم من المؤمنين ديارهم " ذلك لمن خاف مقامي " يقول ذلك الثواب " لمن خاف مقامي " يعني مقامه يوم القيامة بين يدي رب العالمين
وروي عن أبي بن كعب أنه قال يقومون ثلاثمائة عام لا يؤذن لهم فيقعدون أما المؤمنون فيهون عليهم كما تهون عليهم الصلاة المكتوبة وروي عن منصور عن خيثمة أنه