٢٤٩
قوله تعالى " يوم تبدل الأرض غير الأرض " قال علي بن أبي طالب يعني أي غير هذه الأرض التي عليها بنو آدم بأرض بيضاء نقية لم يعمل فيها بالمعاصي ولا سفك عليها الدماء وهكذا قال ابن مسعود
قال حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا أبو يعقوب قال حدثنا محمد بن يونس العامري قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا القاسم بن الفضل عن الحسن عن عائشة أنها قالت لرسول الله ﷺ هل تذكرون أهاليكم يوم القيامة قال أما عند مواطن ثلاثة فلا عند الصراط والكتاب والميزان قالت ألم يقل الله تعالى " يوم تبدل الأرض غير الأرض " أين يكون الناس يومئذ قال سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك فقال الناس يومئذ على الصراط وروي عن ابن عباس أنه قال تمد الأرض مد الأديم ويزاد في سعتها
ثم قال " وبرزوا لله الواحد القهار " يعني خرجوا من قبورهم وظهروا " لله الواحد القهار " لخلقه
قوله تعالى " وترى المجرمين " يعني المشركين " يومئذ مقرنين " مسلسلين " في الأصفاد " يعني في الأغلال يقرن كل كافر مع شيطان " سرابيلهم " يعني قمصهم " من قطران " أي قمصهم من النحاس المذاب هكذا قال قتادة وقال الحسن البصري " القطران " الآنك وقال عكرمة هو القطران الذي يطلى به الأشياء حتى يشتعل نارا وقال الضحاك " من قطران " يعني من صفر حار قد انتهى حره وقال القتبي " مقرنين " أي قرن بعضهم إلى بعض في الأغلال وروي عن أبي هريرة أنه كان يقرأ من " قطران " ويقول القطر النحاس والآنك الذي انتهى حره و " سرابيلهم " أي قمصهم
ثم قال تعالى " وتغشى وجوههم النار " يعني تعلو وجوههم النار ولا يمتنعون منها
قوله تعالى " ليجزي الله كل نفس ما كسبت " من خير أو شر " إن الله سريع الحساب " يقول إذا حاسب فحسابه سريع
قوله " هذا بلاغ للناس " يعني هذا القرآن إرسال وبيان من الله تعالى ويقال أبلغكم عن الله تعالى " ولينذروا به " يعني ليخوفوا بالقرآن عن معصية الله تعالى " وليعلموا " يعني لكي يعلموا " أنما هو إله واحد " صادق " وليذكر " أي ليتعظ بما أنزل من التخويف في القرآن " أولو الألباب " يعني ذوو العقول من الناس والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه وسلم


الصفحة التالية
Icon