٢٥٨
جعفر قال حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن شاذان الجوهري قال حدثنا محمد بن مقاتل قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا مصعب بن ثابت عن عاصم بن عبيد عن عطاء عن رجل من أصحاب النبي ﷺ قال اطلع علينا رسول الله ﷺ من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال أتضحكون ثم قال لا أراكم تضحكون ثم أدبر فكأن على رؤوسنا الرخم حتى إذا كان عند الحجر ثم رجع إلينا القهقرى فقال جاء جبريل فقال يا محمد إن الله تعالى يقول لم تقنط عبادي " نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم " وقال قتادة ذكر لنا أن النبي ﷺ قال لو يعلم العبد قدر رحمة الله ما تورع عن حرام قط ولو علم قدر عقوبة الله لبخع نفسه أي أهلك نفسه في عبادة الله تعالى
ثم قال " ونبئهم عن ضيف إبراهيم " أي عن أضياف إبراهيم إلا أن هذا اللفظ مصدر والمصدر لا يثنى ولا يجمع وذلك حين بعث الله تعالى جبريل في إثني عشر من الملائكة
قوله " إذ دخلوا عليه " أي على إبراهيم " فقالوا سلاما " أي فسلموا عليه فرد عليهم السلام كما قال في موضع آخر " فقالوا سلاما قال سلام " [ الذاريات : ٢٥ ] وقال الكلبي فأنكرهم إبراهيم في تلك الأرض لأنهم لم يطعموا من طعامه " قال إنا منكم وجلون " أي خائفين " قالوا لا توجل " أي لا تخف منا وبشروه فقالوا " إنا نبشرك " قرأ حمزة " نبشرك " بجزم الباء مع التخفيف ونصب النون وضم الشين وقرأ الباقون بالتشديد " بغلام عليم " أي بإسحاق " عليم " في صغره حليم في كبره " قال أبشرتموني على أن مسني الكبر " أي بعدما أصابني الكبر والهرم " فبم تبشرون " قرأ نافع " تبشرون " بكسر النون مع التخفيف لأن أصله تبشروني بالياء فأقيم الكسر مقامه وقرأ إبن كثير " فبم تبشرون " بكسر النون مع التشديد لأنه في الأصل بنونين فأدغم إحداهما في الأخرى مثل قوله " تأمرونني " و " تحاجونني " في الأصل وقرأ الباقون " تبشرون " بنصب النون مع التخفيف لأنها نون الجماعة وقال أبو عبيدة هذا أعجب إلي لصحتها في العربية " قالوا بشرناك بالحق " أي بالولد ويقال بالصدق " فلا تكن من القانطين " أي من الآيسين من الولد ويقال من نعم الله " قال إبراهيم ومن يقنط من رحمة ربه " أي من نعمة ربه " إلا الضالون " أي الجاهلون قرأ الكسائي وأبو عمرو " يقنط " بكسر النون وقرأ الباقون " يقنط " بالنصب ومعناهما واحد
سورة الحجر ٥٧ - ٦٥