٢٦٨
" والشمس والقمر " أي خلق الشمس والقمر " والنجوم مسخرات بأمره " أي مذللات بإذنه " إن في ذلك لآيات " أي لعبرات " لقوم يعقلون " أي لمن له ذهن الإنسانية
ثم قال عز وجل " وما ذرأ لكم في الأرض " أي وما خلق لكم في الأرض من الدواب والأشجار والثمار " مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية " أي في اختلاف ألوانها لعبرة " لقوم يتذكرون " أي يتعظون قرأ ابن عامر " والشمس والقمر والنجوم " كلها بالرفع على معنى الإبتداء وقرأ عاصم في رواية حفص " والشمس والقمر " بالنصب على معنى البناء أي سخر لكم الشمس والقمر ثم ابتدأ فقال " والنجوم " بالضم على معنى الإبتداء وقرأ الباقون الثلاثة كلها بالنصب ويكون بمعنى المفعول
سورة النحل ١٤ - ١٧
قوله عز وجل " وهو الذي سخر البحر " أي ذلل لكم البحر ويقال ذلل لكم ما في البحر " لتأكلوا منه " أي من البحر " لحما طريا " أي السمك الطري " وتستخرجوا منه " يعني من البحر " حلية تلبسونها " يعني لؤلؤا تتزينون بها يعني زينة للنساء " وترى الفلك مواخر فيه " أي مقبلة ومدبرة فيه ويقال تذهب وتجيء بريح واحدة وقال عكرمة يعني السفينة حين تشق الماء يقال مخرت السفينة إذا جرت لأنها إذا جرت تشق الماء " ولتبتغوا من فضله " أي لكي تطلبوا من رزقه حين تركبون السفينة للتجارة " ولعلكم تشكرون " أي لكي تشكروا الله فيما صنع لكم من النعم
قوله عز وجل " وألقى " أي وضع " في الأرض رواسي " يعني الجبال الثوابت " أن تميد بكم " يعني لكيلا تميد بكم وقد يحذف لا ويراد إثباته كما قال ها هنا " أن تميد بكم " أي لا تميد بأهلها وروى معمر عن قتادة أنه قال لما خلقت الأرض كادت تميد فقالت الملائكة ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا فأصبحوا وقد خلقت الجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال وقال القتبي الميد الحركة والميل ويقال " أن تميد " أي كراهة أن تميد بكم " وأنهارا " أي وجعل لكم فيها أنهارا " وسبلا " أي طرقا " لعلكم تهتدون " أي تعرفون بها الطرق " وعلامات " أي جعل في الأرض علامات من الجبال وغيرها تهتدون به الطرق في حال السفر " وبالنجم هم يهتدون " أي بالجدي والفرقدين تعرفون بها الطرق في البر والبحر وروى عبد الرزاق عن معمر في قوله " وعلامات " قال قال الكلبي الجبال وقال


الصفحة التالية
Icon