٢٨٢
العمر وشره وقوله " لكي لا يعلم " أي حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئا لشدة هرمه بعد ما كان يعلم الأمور قبل الهرم " إن الله عليم " بكم " قدير " على تحويلكم ويقال معناه " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر " يعني أنه يحولكم من حال إلى حال تكرهونه ولا يقدر معبودكم أن يمنعني من تغيير ذلك والله عليم قدير على ذلك
قوله عز وجل " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق " أي فضل الموالي عل العبيد في المال " فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم " أي الموالي لا يرضون بدفع المال إلى المماليك " فهم فيه سواء " أي لا ترضون أن يكون عبيدكم معكم شركاء في أموالكم فكيف ترضون لله تعالى أن تصفوا له شريكا في ملكه وصفاته وتصفوا له ولدا من عباده وقال قتادة هو الذي فضل في المال والولد لا يشرك عبيده في ماله فقد رضيتم بذلك لله تعالى ولم ترضوا به لأنفسكم وقال مجاهد ضرب الله مثلا للآلهة الباطلة مع الله تعالى ويقال نزلت الآية في وفد نجران حين قالوا في عيسى ما قالوا
ثم قال تعالى " أفبنعمة الله يجحدون " يقول بوحدانية الله تعالى تكفرون وترضون له ما لا ترضون لأنفسكم
سورة النحل ٧٢ - ٧٤
قوله عز وجل " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا " أي خلق لكم من جنسكم إناثا " وجعل لكم من أزواجكم بنين " أي خلق لكم من نسائكم بنين " وحفدة " أي ولد الولد ويقال هم الأعوان والخدم والأصهار وروي عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه قال الحفدة الأختان وقال مجاهد الخدم وأنصاره وأعوانه وعن ابن مسعود أنه قال هم أصهاره وقال الربيع بن أنس البنون ابن الرجل من امرأته والحفدة ابن المرأة من غيره وقال زر بن حبيش الحفدة حشم الرجل وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال الولد الصالح وقال أهل اللغة أصله في اللغة السرعة في المشي ويقال في دعاء التوتر ونحفد أي ونجتهد في الخدمة والطاعة
قوله تعالى " ورزقكم من الطيبات " قال الكلبي يعني الحلال إن أخذتم به وقال مقاتل " الطيبات " الخبز والعسل وغيرهما من الأشياء الطيبة بخلاف رزق البهائم والطيور
ثم قال " أفبالباطل يؤمنون " قال الكلبي يعني الآلهة وقال مقاتل " أفبالباطل " يقول بالشيطان يصدقون بأن مع الله إلها آخر ويقال " أفبالباطل يؤمنون " يعني أفيعبدون الأصنام التي لا تقدر على قوتهم ولا على منفعتهم " وبنعمة الله هم يكفرون " أي يجحدون