٣١٣
وأما الآخر فكان لا يستنزه عن البول ثم أخذ جريدتين من شجر وغرس إحداهما في قبر والأخرى في قبر الآخر فقال لعلهما لا يعذبان ما دامتا رطبتين قال الحكماء الحكمة في ذلك أنهما ما دامتا رطبتين تسبحان الله تعالى ويقال معناه ما من شيء إلا يسبح بحمده ويقال معناه " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " يدل على وحدانية الله تعالى ويسبحه فإن الله خالقه " ولكن لا تفقهون تسبيحهم " يعني أثر صنعه فيهم هذا بعيد وهو خلاف أقاويل المفسرين " إنه كان حليما " حيث لم يجعل العقوبة لمن إتخذ معه آلهة " غفورا " لمن تاب منهم
سورة الإسراء ٤٥ - ٤٧
قوله عز وجل " وإذا قرأت القرآن " يعني إذا أخذت في قراءة القرآن " جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا " قال بعضهم الحجاب المستور هو أن يمنعهم عن الوصول إليه كما روي أن إمرأة أبي لهب جاءت إلى النبي ﷺ وكان عنده أبو بكر فدخلت فقالت لأبي بكر هجاني صاحبك قال أبو بكر والله هو ما ينطق بالشعر ولا يقوله فرجعت فقال أبو بكر أما رأتك يا رسول الله فقال النبي ﷺ لم يزل بيني وبينها ملك يسترني عنها حتى رجعت وقال قتادة الحجاب المستور هو الأكنة وقال مقاتل الحجاب المستور هو قوله " وجعلنا على قلوبهم أكنة " أي جعلنا أعمالهم على قلوبهم أغطية حتى لا يرغبوا في الحق ويقال " جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة " يعني الجن والشياطين " حجابا مستورا " فلا يصلون إليك وقال الكلبي كان رسول الله ﷺ إذا تلا القرآن ستره الله وحجبه عن المشركين بثلاث آيات إذا قرأهن حجب عنهم إحداهن في سورة الكهف " وجعلنا على قلوبهم أكنة " [ الكهف : ٥٧ ] والآية الثانية في النحل " أولئك الذين طبع الله على قلوبهم " [ النحل : ١٠٨ ] والثالثة في حم الجاثية " أفرءيت من إتخذ إلهه هواه " [ ال جاثية : ٢٣ ] الآية
قوله تعالى " وفي آذانهم وقرأ " أي صمما وثقلا لا يسمعون الحق قرأ إبن كثير " قل لو


الصفحة التالية
Icon