٣١٦
فحش وهذا كقوله " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " [ الفرقان : ٦٣ ] ويقال نزلت الآية في شأن أبي بكر سبه رجل عند رسول الله ﷺ فأمر الله بالكف عنه ويقال نزلت في شأن عمر كان بينه وبين كافر كلام
ثم قال تعالى " إن الشيطان ينزع بينهم " أي يوسوس ويوقع بينهم العداء لعنه الله ليفسد أمرهم " إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا " أي ظاهر العداوة وهذا كقوله " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا [ فاطر : ٦ ]
سورة الإسراء : ٥٤ - ٥٧
ثم قال عز وجل " ربكم أعلم بكم " أي أعلم بأحوالكم وما أنتم فيه من أذى المشركين " إن يشأ يرحمكم " فينجيكم من أهل مكة إذا صبرتم على ذلك " أو إن يشأ يعذبكم " فيسلطهم عليكم إذا جزعتم ولم تصبروا " وما أرسلناك عليهم وكيلا " يعني مسلطا وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ويقال " وما أرسلناك عليهم وكيلا " أي ليست المشيئة إليك في الهدى والضلالة
وقال " وربك أعلم بمن في السموات والأرض " أي ربك عالم بأهل السموات وأهل الأرض وهو أعلم بصلاح كل واحد منهم
قوله عز وجل " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض " منهم من فضل الله بالكلام وهو موسى ومنهم من إتخذه خليلا وهو إبراهيم عليه السلام ومنهم من رفعه مكانا عليا وهو إدريس ومنهم من إصطفاه وهو محمد ﷺ " وآتينا داود زبورا " أي كتابا قال مقاتل الزبور مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم ولا فريضة إنما ثناء على الله عز وجل قرأ حمزة " زبورا " بضم الزاي وقرأ الباقون بالنصب وهما لغتان ومعناهما واحد
قوله " قل أدعوا الذين زعمتم من دونه " قال إبن عباس إن ناسا من خزاعة كانوا يعبدون الجن وهم يرون أنهم هم الملائكة فقال الله تعالى " قل أدعوا الذين زعمتم من دونه " أي تعبدون من دون الله " فلا يملكون " لا يقدرون " كشف الضر عنكم " يقول صرف السوء عنكم من الأمراض والبلاء إذا نزل بكم " ولا تحويلا " يقول ولا تحويله إلى غيره ما هو أهون منه ويقال ولا يحولونه إلى غيرهم " أولئك " يعني الملائكة " الذين يدعون " أي يعبدونهم ويدعونهم آلهة قرأ إبن مسعود " تدعون " بالتاء على معنى