٣٢١
قوله تعالى " أفأمنتم " يعني إن عصيتموه " أن يخسف بكم " أي يغور بكم " جانب البر " إلى الأرض السفلى وقال مقاتل يعني ناحية من البر " أو يرسل عليكم حاصبا " أي حجارة من فوقكم كما أرسل على قوم لوط " ثم لا تجدوا لكم وكيلا " أي مانعا يمنعكم
قوله تعالى " أم أمنتم أن يعيدكم فيه " أي البحر " تارة أخرى " يعني مرة أخرى " فيرسل عليكم قاصفا من الريح " أي ريحا شديدا " فيغرقكم بما كفرتم " بالله وبنعمه " ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا " أي من يتبعنا ويطالبنا بدمائكم كقوله " فإتباع بالمعروف " [ البقرة : ١٧٨ ] أي مطالبة حسنة ويقال يعني ثائرا ولا ناصرا ينتقم لكم مني قرأ إبن كثير وأبو عمرو " أن نخسف بكم " " أو نرسل " " أن نعيدكم فنرسل عليكم فنغرقكم " هذه الخمسة كلها بالنون وقرأ الباقون كلها بالياء
سورة الإسراء : ٧٠ - ٧٢
ثم قال تعالى " ولقد كرمنا بني آدم " بعقولهم وقال الضحاك " كرمنا بني آدم " بالعقل والتمييز ويقال إن الله تعالى خلق نبات الأرض والأشجار وجعل فيها الروح لأنه ينمو ويزداد بنفسه ما دام فيه الروح فإذا يبس خرج منه الروح وانقطع نماؤه وزيادته وخلق الدواب وجعل لهن زيادة روح تطلب بها رزقها وتسمع منه الصوت وخلق بني آدم وجعل لهم زيادة روح يعقلون بها ويميزون ويعلمون وخلق الأنبياء وجعل لهم زيادة روح يبصرون بها الملائكة ويأخذون بها الوحي ويعرفون أمر الآخرة
ثم قال " وحملناهم في البر والبحر " أي " حملناهم في البر " على الرطوبة أي على ظهر الدواب وفي البحر على اليبوسة وهي السفن " ورزقناهم من الطيبات " أي الحلال ويقال من نبات الحبوب والفواكه والعسل وجعل رزق البهائم التبن والشوك " وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " يعني على الجن والشياطين والبهائم وروي عن إبن عباس أنه قال فضلوا على الخلائق كلهم غير طائفة من الملائكة جبريل وميكاييل وإسرافيل وأشباههم منهم وروي عن أبي هريرة أنه قال المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده
قوله عز وجل " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " أي بكتابهم ويقال بداعيهم الذي دعاهم في الدنيا إلى ضلالة أو هدى يدعى إمامهم قبلهم وقال أبو العالية " بإمامهم " أي