٣٤٢
" فلينظر أيها أزكى طعاما " أي أطيب خبزا أو أحل ذبيحة وهذا قول إبن عباس ويقال أي أهلها أزكى طعاما وقال عكرمة أي أكثر وأرخص طعاما " فليأتكم برزق منه " أي بطعام منه ويقال " أزكى طعاما " أي لم يكن غصبا " وليتلطف " أي وليرفق في السؤال " ولا يشعرن بكم أحدا " أي لا يعلمن بمكانكم أحدا من الناس " إنهم إن يظهروا عليكم " يعني إن يطلعوا عليكم " يرجموكم " يقتلوكم " أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا " أي لن تفوزوا ولن تسعدوا إذا أبدا إن عبدتم غير الله تعالى
" وكذلك أعثرنا عليهم " يقول أطلعنا الملك عليهم قال القتبي وأصله في اللغة أن من عثر بشيء نظر إليه حتى يعرفه فاستعير العثار مكان التبين والظهور " ليعلموا أن وعد الله حق " يعني البعث بعد الموت وذلك أن القوم كانوا مختلفين منهم من كان مقرأ بالبعث ومنهم من كان جاحدا فلما ظهر حالهم عرفوا أن البعث حق وأنه كائن " وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم " يعني إذ يختلفون فيما بينهم وقال بعضهم اختلفوا في عددهم وقال بعضهم اختلفوا فقال المؤمنون فيما بينهم نبني مسجدا وقالت النصارى نبني كنيسة فغلب عليهم المسلمون وبنوا المسجد فذلك قوله " فقالوا ابنوا عليهم بنيانا " أي مسجدا " ربهم أعلم بهم " أي عالم بهم " قال الذين غلبوا على أمرهم " الذين كانوا على دين أصحاب الكهف وهم المؤمنون " لنتخذن عليهم مسجدا " قال الزجاج فيه دليل أنه ظهر أمرهم وغلب الذين أقروا بالبعث على غيرهم لأنهم اتخذوا مسجدا والمسجد للمسلمين
سورة الكهف ٢٢ - ٢٤
ثم قال تعالى " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم " قال بعضهم اختلفوا في أمرهم ويقال هذا الإختلاف في زمن النبي ﷺ فاختلفوا وذلك أن أهل نجران السيد والعاقب ومن معهما قدموا على رسول الله ﷺ فكان السيد صارما يعقوبيا والعاقب نسطوريا وصنف منهم ملكانيا فسألهم النبي ﷺ عن عدة أصحاب الكهف فقال السيد وأصحابه " ثلاثة رابعهم كلبهم " " ويقولون " أي العاقب وأصحابه " خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب " أي ظنا بالغيب " ويقولون " أي صنف منهم " سبعة وثامنهم كلبهم "
قال الله تعالى للنبي ﷺ " قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل " وهذا إخبار من الله تعالى أن عدتهم سبعة قال إبن عباس وفي رواية أخرى أنه قال أظن القوم كانوا ثلاثة


الصفحة التالية
Icon