٣٥٦
منكرا شديدا قال القتبي " إمرا " أي داهية وكذلك " نكرا " إلا أن النكر أشد إستعظاما بالعين وإنكارا بالقلب
سورة الكهف ٧٢ - ٧٤
قوله تعالى " قال " له الخضر " ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا " روي عن إبن عباس أنه قال قال له موسى يا عبد الله إنه لا يحل لك أن تخرق سفينة القوم فتغرقهم فلم يكلمه الخضر وجعل يخرق السفينة حتى خرقها فتنحى موسى وجلس فقال وما كنت أصنع إن أتبع هذا الرجل يظلم هؤلاء القوم وقد كنت في بني إسرائيل أقرأ عليهم كتاب الله غدوة وعشية ويقبلون مني فتركتهم وصحبت هذا الرجل الذي يظلم هؤلاء القوم فقال الخضر يا موسى أتدري ما حدثت به نفسك فقال موسى ما هو قال الخضر قلت كنت في بني إسرائيل أتلو عليهم كتاب الله غدوة وعشية يقبلونه مني فتركتهم وصحبت هذا الرجل الذي يظلم هؤلاء القوم ثم قال له " ألم أقل لك إنك لا تستطيع معي صبرا "
قال فجاء عصفور فوقع على جانب السفينة فنقر من البحر نقرة من الماء ثم طار فقال الخضر والله ما ذهبت أنا وأنت من العلم في علم الله تعالى إلا مثل ما يغرف هذا العصفور من الماء من هذا البحر " قال " موسى " لا تؤاخذني بما نسيت " أي بما تركت من وصيتك وقال إبن عباس هذا من معاريض الكلام لأن موسى لم ينس ولكن قال " لا تؤاخذني بما نسيت " يعني إذا كان مني نسيان فلا تؤاخذني به " ولا ترهقني من أمري عسرا " يعني لا تكلفني من أمري شدة " فانطلقا " أي خرجا من السفينة ومضيا " حتى إذا لقيا غلاما " قال الكلبي كان إسمه خشنوذ وقال غيره كان إسمه خربث بن كاذرى فقتله أي أخذ برأسه قرعه قال إبن عباس في رواية أبي صالح كان رجلا إلا أنه لم يهتك بعد وكان كافرا يقطع الطريق وقال سعيد بن جبير في رواية إبن عباس كان صبيا غير مدرك فمر بغلمان يلعبون فأخذ برأس غلام منهم فقطعه وقال في بعض الروايات خنقه فذلك قوله " فقتله " وروي أن نجدة الحروري كتب إلى إبن عباس أن النبي نهى عن قتل الصبيان في دار الحرب وأن صاحب موسى قد قتل صبيا فكتب إليه إبن عباس إنك لو علمت من الصبيان ما علم صاحب موسى جاز لك أن تقتلهم
" قال " له موسى " أقتلت نفسا زكية بغير نفس " أي طاهرة بغير ذنب ويقال " زكية " لم تجن عليك " بغير نفس " يقول بغير دم وجب عليها قرأ إبن كثير ونافع وأبو عمرو " زاكية " بالألف وقرأ الباقون بغير ألف ومعناهما واحد مثل قاسية وقسية وقال