٣٧٣
ثم قال عز وجل " فإما ترين من البشر أحدا " يعني إن رأيت أحدا من الناس " فقولي " إن سألك سائل شيئا فقولي " إني نذرت للرحمن صوما " يعني صمتا وروي عن إبن عباس في بعض الروايات أنه كان يقرأ " إني نذرت للرحمن صمتا " " فلن أكلم اليوم إنسيا " يعني قولي ذلك بالإشارة لا بالقول وكان المتقدمون يصومون من الكلام كما يصومون من الطعام
سورة مريم ٢٧ - ٣٣
ثم قال " فأتت به قومها تحمله " وذلك أن مريم حملت عيسى عليه السلام ودخلت على أهلها وكان أهلها أهل بيت صالحين " قالوا " أي قال لها قومها " يا مريم لقد جئت شيئا فريا " يعني أتيت وفعلت أمرا منكرا عظيما لا يعرف منك ولا من أهل بيتك
قوله عز وجل " يا أخت هارون " يعني هارون بن ماثان وكان من أمثل بني إسرائيل " يا أخت هارون " يعني يا شبه هارون في الصلاة والصلاح ويقال كان رجل سوء يسمى هارون فعيروها به وشبهوها بهارون ويقال كان لها أخ يقال له هارون من أبيها ولم يكن من أمها وذكر أن أهل الكتاب قالوا كيف تقولون إن مريم أخت هارون وكان بينهما ستمائة سنة فذكر ذلك لرسول الله ﷺ فقال إنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء والصالحين عليهم السلام يعني أن أخا مريم سمي بإسم هارون النبي عليه السلام
ثم قال " ما كان أبوك امرأ سوء " يعني زانيا " وما كانت أمك بغيا " يعني فاجرة
قوله عز وجل " فأشارت إليه " يعني أشارت إلى عيسى عليه السلام أن كلموه يعني كلموا عيسى " قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا " يعني من هو في الحجر رضيع ويقال معناه كيف نكلم من هو يكون في المهد ويقال معناه كيف نكلم من يكون في المهد صبيا فأنطق الله عز وجل عيسى فتكلم و " قال إني عبد الله " فأول الكلام به الذي تكلم به هو رد على النصارى لأنه أقر بأنه عبد الله ورسوله ثم قال " آتاني الكتاب " روي عن إبن عباس أنه قال معناه علمني الكتاب في بطن أمي ويقال معناه يؤتيني الكتاب وهو الإنجيل " وجعلني نبيا " أي أكرمني الله تعالى بأن جعلني نبيا " وجعلني مباركا " يعني جعلني معلما للخلق " أينما كنت " يعني حيث ما كنت " وأوصاني بالصلاة والزكاة "