٣٩١
فيقتبسه فلما طال ذلك أهوى إليها بضغث في يده وهو يريد أن يقتبس من لهبها فلما فعل ذلك مالت نحوه كأنها تريده فاستأخر عنها ثم عاد فطاف بها فنودي " يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى " يعني المطهر قال مقاتل " طوى " إسم الوادي وقال مجاهد يعني طي الأرض حافيا قال عامة المفسرين إنما أمره أن يخلع نعليه لأنهما كانا من جلد حمار ميت وقال بعضهم أراد أن يصيب باطن قدميه من الوادي ليتبرك به وروي عن كعب الأحبار أنه كان جالسا في المسجد فجاء رجل يصلي فخلع نعليه ثم جاء آخر يصلي فخلع نعليه ثم جاء آخر فخلع نعليه فقال لهم كعب الأحبار أنبيكم ﷺ أمركم بهذا قالوا لا قال فلم تخلعون نعالكم إذا صليتم قالوا سمعنا الله تعالى يقول " إخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى " قال أتدرون من أي شيء كانتا نعليه قالوا لا قال إنما كانتا من جلد حمار ميت فأمره الله تعالى أن يخلعهما ليمسه القدس كله وقال عكرمة " إخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى " قال لكي تمس راحة قدميه الأرض الطيبة قرأ إبن كثير وأبو عمرو " أني أنا ربك " بنصب الألف يعني بأني أنا ربك على معنى البناء وقرأ الباقون في " أنا ربك " بالكسر على معنى الإبتداء وقرأ حمزة " لأهله أمكثوا " بضم الهاء الثانية وقرأ الباقون بكسر الهاء وقرأ إبن كثير وأبو عمرو ونافع " طوى " بنصب الواو بغير تنوين وقرأ الباقون بالتنوين
سورة طه ١٣ - ١٦
ثم قال عز وجل " وأنا إخترتك " يعني إصطفيتك للرسالة قرأ حمزة بكسر الألف وتشديد النون " وإنا إخترناك " بالنون بلفظ الجماعة والباقون بنصب الألف وتخفيف النون وبالتاء " أنا إخترتك " قال أبو عبيدة وبهذا نقرأ لموافقة الخط يعني بخط عثمان ثم قال " فاستمع لما يوحى " يعني إعمل بما تؤمر وتنهى
ثم قال " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني " يعني أطعني واستقم على توحيدي " وأقم الصلاة لذكري " يعني لتذكرني فيها ويقال إن نسيت الصلاة فصلها إذا ذكرتها لأن الله تعالى يقول " وأقم الصلاة لذكري " وروى الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي ﷺ حين نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس قال من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها إن الله تعالى يقول " أقم الصلاة لذكري " قال بعضهم هذا خطاب لموسى عليه السلام وقال بعضهم هذا خطاب للنبي ﷺ إلى قوله " واتبع هواه فتردى "