٤٧
ثم قال " لا يستوون عند الله " يعني لا يستوون في الثواب والعمل عند الله " والله لا يهدي القوم الظالمين " يعني لا يرشد المشركين إلى الحجة ويقال لا يكرمهم بالمعرفة ما لم يتركوا كفرهم كما قال في آية أخرى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " [ العنكبوت : ٦٩ ]
سورة التوبة ٢٠ - ٢٢
قوله تعالى " الذين آمنوا وهاجروا " يعني صدقوا بوحدانية الله " وهاجروا " إلى المدينة " وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله " يعني هؤلاء أفضل عند الله وأفضل درجة في الجنة من الذين لم يهاجروا ولم يؤمنوا ولم يعمروا المسجد الحرام ولم يسقوا الحاج " أولئك هم الفائزون " يعني الناجين من النار
قوله تعالى " يبشرهم ربهم " يعني يفرحهم " برحمة " يعني بجنة " منه ورضوان " رضي الله تعالى عنهم كما قال في آية أخرى " رضي الله عنهم ورضوا عنه " [ المجادلة : ٢٢ ] بالثواب الذي أعطاهم
ثم قال تعالى " وجنات لهم فيها نعيم مقيم " يعني دائما لا ينقطع عنهم " خالدين فيها " يعني مقيمين دائمين في الجنات " أبدا " هو تأكيد للخلود " إن الله عنده أجر عظيم " وهي الجنة
سورة التوبة ٢٣
قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء " يعني الذين بمكة أولياء قال مقاتل نزلت الآية في التسعة الذين إرتدوا عن الإسلام ولحقوا بمكة فنهاهم الله تعالى عن ولا يتهم وقال في رواية الكلبي لما أمر رسول الله ﷺ بالهجرة إلى المدينة فجعل الرجل يقول لإمرأته ولأخيه إنا قد أمرنا بالهجرة فيخرج معه ومنهم من تعلق به زوجته وعياله فيرق لهم فيقولون له لمن سوف تدعنا حتى نضيع فيرق لهم ويجلس معهم فنزل " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء " في الدين والعون " إن إستحبوا الكفر " يعني إن إختاروا الكفر " على الإيمان " ويقال إختاروا الكفر على الإيمان ويقال إختاروا الجلوس مع الكفار على الجلوس مع المؤمنين " ومن يتولهم منكم " بعد نزول هذه الآية " فأولئك هم الظالمون " أي الضارون بأنفسهم


الصفحة التالية
Icon