٤٧٨
سورة المؤمنون ٢٣ - ٢٥
قوله عز وجل " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه " يعني أرسلناه إلى قومه كما أرسلناك إلى قومك فإن قيل إيش الحكمة في تكرار القصص قيل له لأن في كل قصة كررها ألفاظا وفوائد ونكتا ما ليس في الأخرى ونظمها سوى نظم الأخرى وقال الحسن للقصة ظهر وبطن فالظهر خبر يخبرهم والبطن عظة تعظهم ويقال إنما كررها تأكيدا للحجة والعظة كما أنه كرر الدلائل ويكفي دليل واحد لمن يستدل به تفضلا من الله تعالى ورحمة منه
فقال تعالى " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم أعبدوا الله " يعني أطيعوا الله عز وجل ووحدوه " ما لكم من إله غيره " يعني ليس لكم رب سواه " أفلا تتقون " عبادة غير الله تعالى فتوحدونه يعني إتقوه ووحدوه
قوله عز وجل " فقال الملأ الذين كفروا " يعني الأشراف الذين كفروا " من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم " يعني خلقا آدميا مثلكم " يريد أن يتفضل عليكم " بالرسالة ويقال " يريد أن يتفضل عليكم " يعني يريد أن يجعل لنفسه فضلا عليكم بالرسالة " ولو شاء الله لأنزل ملائكة " أي لو شاء أن يرسل إلينا رسولا لأنزل ملائكة " ما سمعنا بهذا " يعني ما يدعونا إليه من التوحيد " في آبائنا الأولين إن هو إلا رجل به جنة " أي الجنون " فتربصوا به حتى حين " يعني إنتظروا به حتى يتبين لكم أمره وصدقه من كذبه ويقال " حتى حين " يعني حتى يموت فتنجوا منه
سورة المؤمنون ٢٦ - ٣٠
فلما أبوا على نوح عليه السلام دعا عليهم " قال رب أنصرني " يعني أعني عليهم بالعذاب " بما كذبون " يعني بتحقيق قولي في العذاب لأنه أنذر قومه بالعذاب فكذبوه
قوله عز وجل " فأوحينا إليه أن إصنع الفلك بأعيننا " يعني إعمل السفينة بأعيننا يعني بمنظر منا وبعلمنا ثم قال " ووحينا " يعني بوحينا إليك وأمرنا " فإذا جاء أمرنا "


الصفحة التالية
Icon