٥٠٧
وتعرفت ومنه قوله " فإن آنستم منهم رشدا " [ النساء : ٦ ] أي علمتم وروي عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار قال جاءت إمرأة إلى النبي ﷺ فقالت يا رسول الله إني أكون في بيتي على الحالة التي لا أحب أن يراني عليها أحد فيأتي الأب فيدخل علي فكيف أصنع قال إرجعي فنزلت هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا " قال مجاهد وهو التنحنح " وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم " يعني التسليم والإستئذان خير لكم من أن تدخلوا بغير إذن وسلام " لعلكم تذكرون " أن التسليم والإستئذان خير لكم
قال عز وجل " فإن لم تجدوا فيها أحدا " يعني إن لم تجدوا في البيوت أحدا يأذن لكم في الدخول " فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم " في الدخول " وإن قيل لكم إرجعوا فارجعوا " ولا تقيموا على أبواب الناس فلعل لهم حوائج " هو أزكى لكم " يعني الرجوع أصلح لكم من القيام والقعود على أبواب الناس " والله بما تعملون عليم " يعني إذا دخلتم بإذن أو بغير إذن ثم رخص لهم في البيوت على طريق الناس مثل الرباطات والخانات وذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله فكيف بالبيوت التي بين الشام ومكة والمدينة التي على ظهر الطريق ليس لها ساكن فنزل قوله عز وجل " ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة " مثل الخانات وبيوت السوق " فيها متاع لكم " يعني منافع لكم ويقال الخربات التي يدخل فيها لقضاء الحوائج فيها منفعة لكم ويقال في الخانات منفعة لكم من الحر والبرد " والله يعلم ما تبدون وما تكتمون " من التسليم والإستئذان
سورة النور ٣٠ - ٣١