٥٣
زاد فيها أو نقص منها شيئا فبينما هم كذلك إذ وقعوا على خوابي مدفونة في قرية فيها التوراة فعارضوا بها ما كتبوا من عزير فلم يزد شيئا ولم ينقص حرفا فقالوا عند ذلك ما علم عزير هذا إلا وهو إبن الله
" وقالت النصارى المسيح إبن الله " وإنما قالوا ذلك لأن المسيح كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله تعالى فقالوا لم يكن يفعل هذا إلا وهو إبن الله ويقال إن الإفراط في كل شيء مذموم لأن النصارى أفرطوا في حب عيسى عليه السلام وقالوا فيه ما قالوا حتى كفروا بسبب ذلك واليهود أفرطوا بحب عزير وقالوا فيه ما قالوا حتى كفروا كما أفرطت الروافض في حب علي حتى أبغضوا غيره وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما
ثم قال تعالى " ذلك قولهم بأفواههم " يعني " ذلك " كذبهم بألسنتهم ويقال معناه يقولون بأفواههم قولا بلا فائدة ولا برهان ولا معنى صحيح تحته
ثم قال " يضاهئون قول الذين كفروا " يعني يوافقون قول الذين كفروا " من قبل " حين قالوا الملائكة بنات الله وقال قتادة يشبهون قول الذين كفروا يعني قول اليهود موافق قول النصارى وقول النصارى يوافق قول اليهود ويقال يتشابهون في قولهم هذا من تقدم من كفر منهم يعني إنما قالوا إتباعا لهم بدليل قوله تعالى " إتخذوا أحبارهم ورهبانهم " قرأ عاصم " يضاهئون " بكسر الهاء مع الهمزة وهي لغة لبعض العرب وقرأ الباقون بالسكون بغير همزة وهي اللغة المعروفة وقال القتبي " يضاهون " يعني يشبهون قول من كان في عصر النبي ﷺ من اليهود والنصارى قول أوليهم الذين كانوا قبلهم
ثم قال تعالى " قاتلهم الله " يعني لعنهم الله " أنى يؤفكون " يعني من أين يكذبون بتوحيد الله تعالى ثم قال " إتخذوا أحبارهم ورهبانهم " يعني أهل الصوامع والمتعبدين منهم " أربابا من دون الله " يعني إتخذوهم كالأرباب يطيعونهم في معاصي الله
قال الفقيه الزاهد حدثنا أبو جعفر قال حدثنا إسحق بن عبد الرحمن القاري قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا الحسن بن يزيد الكوفي عن عبد السلام بن حرب عن غطيف بن أعين عن مصعب بن سعيد عن عدي بن حاتم قال سمعت رسول الله ﷺ يقرأ من سورة براءة " إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكن كانوا إذا أحلوا لهم شيئا إستحلوا وإذا حرموا عليهم شيئا حرموا